358

القافلة بأن ألحقها ، فوافيت النهروان والقافلة مقيمة ، فما كان إلا أن علفت جملي حتى رحلت القافلة فرحلت وقد دعى لي بالسلامة فلم ألق سوءا والحمد لله (1).

** المعجزة الحادية والعشرون :

عليه مالا فلم يصنع الدواء فيه شيئا ، فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع إلي : ألبسك الله العافية ، وجعلك معنا في الدنيا والآخرة ، فما أتت علي جمعة حتى عوفيت ، وصار الموضع مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا وأريته إياه فقال : ما عرفنا لهذا دواء وما جاءتك العافية إلا من قبل الله بغير احتساب (2).

** المعجزة الثانية والعشرون :

بينة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن اقيم بها حتى أتصدق. قال : وفي خلال ذلك تضيق صدري بالمقام وأخاف أن يفوتني الحج قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد وكان السفير يومئذ أتقاضاه فقال لي : سر إلى مسجد كذا وكذا فإنه يلقاك رجل. قال : فصرت إليه فدخل علي رجل ، فلما نظر إلي ضحك وقال لي : لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة ، وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما ، فاطمأننت وسكن قلبي وقال : هذا مصداق ذلك.

قال : ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جرى عند القوم هذا واستعملت الجهل فرددتها ، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي : كفرت بردي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من زللي ، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة ، وأنا إذ ذاك افكر في نفسي وأقول : إن ردت علي الدنانير لم أحلل شدها ، ولم أحدث فيها شيئا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني ، فخرج إلي الرسول الذي حمل الصرة وقال لي : أقبل أسأت إذ لم تعلم الرجل ، إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا ابتداء ، وربما سألونا ذلك يتبركون به ، وخرج إلي : أخطأت في ردك برنا ، فإذا استغفرت الله فالله تعالى يغفر لك ، وإذا كانت عزيمتك وعقد نيتك فيما حملناه إليك ألا تحدث فيه حدثا إذا رددناه إليك ، ولا تنتفع به في طريقك فقد صرفنا عنك ، وأما الثوب فخذه لتحرم فيه ، قال : وكتبت في معينين وأردت أن أكتب في الثالث ، فامتنعت منه مخافة

صفحه ۳۶۶