شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله، الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا وما أعطانا الله ربنا، لأن من أنكر شيئا مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ومشيئته فينا. يا سلمان ويا جندب. قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك. قال: لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله.
قلنا: يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أجل وأعظم من هذا كله؟ قال (عليه السلام): قد أعطانا ربنا عز وجل، علمنا الاسم الأعظم الذي لو شئنا خرقنا السماوات والأرض والجنة والنار ونعرج به السماء ونهبط به الأرض ونغرب ونشرق وننتهي به إلى العرش فنجلس عليه بين يدي الله عز وجل ويطيعنا كل شئ حتى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والجنة والنار، أعطانا الله ذلك كله بالاسم الأعظم الذي علمنا وخصنا به، ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق نعمل هذه الأشياء بأمر ربنا ونحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وجعلنا معصومين مطهرين وفضلنا على كثير من عباده المؤمنين فنحن نقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وحقت كلمة العذاب على الكافرين، أعني الجاحدين بكل ما أعطانا الله من الفضل والإحسان. يا سلمان ويا جندب فهذا معرفتي بالنورانية فتمسك بها راشدا مهديا فإنه لا يبلغ أحد من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني بالنورانية فإذا عرفني بها كان مستبصرا بالغا كاملا قد خاض بحرا من العلم وارتقى درجة من الفضل واطلع على سر من أسرار الله ومكنون خزائنه (1).
وفيه عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: لما أفضيت الخلافة إلى بني أمية سفكوا فيها الدم الحرام ولعنوا فيها أمير المؤمنين على المنابر ألف شهر وتبرأوا منه واغتالوا الشيعة في كل بلدة واستأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام دنياهم، فخوفوا الناس في البلدان وكل من لم يلعن أمير المؤمنين ولم يتبرأ منه قتلوه كائنا من كان. قال جابر بن يزيد الجعفي: فشكوت من بني أمية وأشياعهم إلى الإمام المبين أطهر الطاهرين زين العابدين وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت: يا بن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجر ومدر واستأصلوا شأفتنا وأعلنوا لعن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر والمنارات والأسواق والطرقات
صفحه ۳۶