212

وإن أحدا لم يهتم بها إلا قصر عن بلوغها ، إلا دارا بن دارا ، فلما قتله الاسكندر قال : والله لقد جئت الأرض والأقاليم كلها ودان لي أهلها ، وما أرض إلا وقد وطئتها إلا هذه الأرض من الأندلس ، فقد أدركها دارا بن دارا وإني لجدير بقصدها كي لا اقصر عن غاية بلغها دارا ، فتجهز الإسكندر واستعد للخروج عاما كاملا ، فلما ظن أنه قد استعد لذلك وقد كان بعث رواده فأعلموه أن موانع دونها ، فكتب عبد الملك إلى موسى بن نصير يأمره بالاستعداد والاستخلاف على عمله ، فاستعد وخرج فرآها وذكر أحوالها.

فلما رجع كتب إلى عبد الملك بحالها وقال في آخر الكتاب : فلما مضت الأيام وفنيت الأزواد سرنا نحو بحيرة ذات شجر ، وسرت مع سور البلد فصرت إلى مكان من السور فيه كتاب بالعربية فوقفت على قراءته وأمرت بانتساخه فإذا هو :

ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن

يرجو الخلود وما حي بمخلود

فلما قرأ عبد الملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك وكان رسوله إليه بما عاين من

صفحه ۲۲۰