والحقيقة أن الأوديسة ليست سوى خاتمة للإلياذة.»
وبعد هذا التعليق على خطبة نستور
Nestor
في الأوديسة بالباب الثالث. يستطرد لونجينوس، فيقول «ولنفس السبب، لا شك في أن الإلياذة مليئة بالعمل والنضال طوال القصيدة كلها. وهكذا كتبت فعلا في دورات الإلهام، بينما معظم الأوديسة مكون من السرد. وهذا هو أسلوب الشيوخ من الرجال، وهكذا يمكن تشبيه هوميروس في الأوديسة، بالشمس الغاربة التي فقدت حرارتها اللافحة واحتفظت بحجمها، لم يعد يحتفظ بالقوة الشهيرة لهاتين القصيدتين اللتين نظمهما عن طروادة. ولم يعد يحتفظ بذلك الأسلوب السامي غير المتأرجح. ولا يوجد نفس ارتباك العواطف المتنازعة ونفتقد التنوع السريع والفصاحة وبلاغة المجازات المأخوذة من الحياة الواقعية، ولكنه كالمحيط المتراجع على نفسه يترك شواطئه فلا يرى منه سوى التيارات المنحسرة لتلك العبقرية العظيمة التي تتمدد على قصص خرافية لا يصدقها العقل.
عندما أقول هذا، فإني لا أنسى عواطف الأوديسة، ولا قصة الكوكلوبس
Cyclops
وبعض أشياء معينة أخرى، ولكني أتكلم طبعا عن شيخوخة هوميروس.
نشأة السؤال الهوميري
وهكذا تأكد لنا أن هوميروس كتب الأوديسة وأنه هو الذي كتبها. لم يتزعزع أبدا اعتقاد العصور القديمة في حقيقة التأليف التاريخية. ومن هذه النقطة لا بد أن جميع المجادلات حول المسألة الهوميرية، قد نشأت. والحكم هو أنه لم تكن هناك مؤلفات مكتوبة في بلاد الإغريق، يعرف أنها أقدم من منظومتي هوميروس. كما ثبت أيضا أنه لم يترك الشعر خلفه مكتوبا، وإنما تركه في صورة ملائمة للحفظ عن ظهر قلب. وقد ضمت أجزاء الأوديسة بعضها إلى بعض، فيما بعد، عندما جمع مختلف الأناشيد؛ ومن ثم نشأ بها عدة تناقضات، تأثرت بها.
هذا هو رأي المؤرخ اليهودي جوزيفوس
صفحه نامشخص