فقالت أمي: يا بنتي خلينا نشوفه أنا وأخوكي ونحكم عليه، وبعد كده نقولك رأينا، العمر بيجري وإخواتك كل واحد هينشغل بحاله، وأنا مش هاعيشلك العمر كله، عايزة أطمن عليكي قبل ما أموت.
فقلت بلهفة: بعيد الشر عنك يا ماما، حاضر هاقابله.
وهنا دق جرس الباب فخفق قلبي ونظرت في ساعتي فوجدت أمامنا نحو ساعة على موعده، وعندما فتح سليم وجدناها سلوى بصخبها وبطنها المنتفخة وتحمل معها تورتة وتقول: رغم إني خلاص هافرقع من التقل، لكن مش ممكن أفوت عيد ميلاد أبو الفصاد، ههههه.
فقلت لها وأنا أقبلها: يعني مافيش حاجة هتقصر لسانك دا أبدا؟ - ما أبقاش سلوى، يالا كل سنة وانتي طيبة، والسنة الجاية نخلص منك عشان أجي أنا وطلبة نعاكس ماما؟
فقال سليم وهو يضحك: طلبة مين؟ - ابني، قررت أسميه طلبة. - الله يكون في عون جوزك.
فقالت أمي وهي تقبلها: اقعدي يا حبيبتي، عاملة إيه؟ - خلاص على أخري يا ماما، وتعبانة على طول، وقلت لما أنزل وأهيص معاكم يمكن أنسى تعبي. - كويس إنك جيتي، أختك جاي لها عريس النهاردة، خديها وخليها تهتم بنفسها زي البنات.
فجذبتني من يدي وقالت: جيتي للعنوان الصح يا حلوة.
دخلنا حجرتنا، وراحت تختار لي الملابس وهي تتكلم وتضحك وتتأوه في وقت واحد، وأنا مضطربة ولا أعرف ما الذي دفع عصام لتلك الخطوة؟ أهو يريد الإيقاع بي في فخه من خلال الخطبة؟ أم إنه يحبني حقا؟ هل يتلاعب بقلبي؟ أم إنه جاد في مشاعره؟ أفقت على صوت سلوى وهي تقول بسخرية: اللي واخد عقلك، مش هتقولي اتعرفتي عليه إزاي؟ واضح إن القصة كبيرة. - أبدا، زميلي في الشغل وواخد الدنيا ضحك وهزار، فأنا صديته من البداية، لكن عمل معايا حركة الجدعنة مع أكمل، فاكرة؟ وعجبني فبقيت أتكلم معاه كلام عام، بس دي كل الحكاية. - وده يخليه يتقدملك؟ الحكاية فيها إن، ولازم أعرفها.
هنا دق جرس الباب، فخفق قلبي بشدة وشحب وجهي، فضحكت سلوى وقالت: على ما تخلصي لف الطرحة هاطلع أشوف عريس الغفلة.
جلست أمام المرآة وأنا أحاول أن أستجمع شجاعتي وأقول لنفسي لو كنت أنت معي لواجهت الكون كله بلا خوف، حتى لو أسأت الاختيار كنت أعرف دائما أنك ستساندني، لكني اليوم علي أن أختار وحدي وأتحمل نتيجة اختياري وحدي، يا رب كن معي وأنر بصيرتي.
صفحه نامشخص