وذكر عن ابن عمر أنه سئل عن مسألة فقال للسائل: من أين أنت؟ قال: من البصرة قال: فأين أنت عن مولى الأنصار -يعني الحسن-؟ وذكر كلاما طويلا ورسائل، ثم قال: وإنما أكثرنا من أخبار الحسن لأن أهل الحديث يظنون فيه أنه منهم، فبينا أن الأمر بخلاف ما قالوه، والذي رووا عن أيوب أنه قال: كلمت الحسن في القدر فكف عن ذلك، فظنوا أنه ترك هذا القول، وليس الأمر كما قالوا، وإنما خوفه بالسلطان فلذلك كف. وقد روي عن حميد أنه قال: وددت أنه قسم علينا [ ... ] (1) وأن الحسن لم يتكلم بما تكلم به -يعني في القدر-.
قال عبد الجبار: وذلك أنه كان في زمن عظيم الخطر، فكان يخاف في كثير من أوقاته من بني أمية الذين أظهروا الجبر على ما حكيناه قبل.
وفي "تاريخ أبي مسلم المستملي": حدثنا ابن عيينة قال: سألت رجلا من ولد الحسن: من أين كان معاش الحسن؟ قال: كان عطاؤة سبع مائة وتأتيه كسا.
وفي كتاب "الزهد" لأحمد: كان له ولد اسمه عبد الله، وقال حماد بن سلمة: تذاكرنا غنا (2) مطرف، وورع ابن سيرين، وعبادة مسلم بن يسار، وزهد الحسن ويونس بن عبيد، فقال: قد جمعت هذه الخصال كلها في الحسن (3).
وفي حديث الحاج: تمنى رجل زهد الحسن، وورع محمد، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه ابن المسيب، فنظروا فوجدوه كله في الحسن.
وفي "كتاب الآجري": كان الحسن ينتمي إلى الأنصار وكان ديوانه في ثقيف وأصله من نهر المرأة (4). وكان يقال: عرض زنده شبر. انتهى. هذا يرد قول المزي:
صفحه ۵۷