وولد المنذر بن مر حجرًا، فأولد حجر الدهر بن حجر، فأولد الدهر بن حجر أبا حمضة بن الدهر، فأولد أبو حمضة المنذر، فأولد المنذر أبا حمضة، فأولد أبو حمضة المنذر بن أبي حمضة وهو الذي فرق بين العتاق من الخيل والبراذين. وكان خبر ذلك أنه كان عاملًا لأبي عبيدة بن الجراح على بعض ثغور الروم فتبع قومًا من العدو وأغاروا في عمله فلحقهم في أصحاب العتاق وعجزت البراذين، وظفر بالعدو وغنم. فلما قسم الفيء في أصحابه، أعطى صاحب الفرس العتيق سهمين وصاحب البرذون سهمًا، وكتب إلى أبي عبيدة يعلمه بما صنع. فكتب أبو عبيدة بصنيعه إلى عمر، فلما قرأ عمر كتابه قال: لله در الهمداني، لقد أذكرت به أمه. أجروها سنّة. فهي إلى اليوم سنّة جارية. وحدثني الحسن بن حويت المعمري عن خاله بن ظهير المعمري وكان علامة همدان عن أسلافه أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر قال: يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته! وكان له ابنتان فزوج واحدة بمالك بن أمية فأتت بالأجدع بن مالك وزوج الأخرى من ثمامة، فتزوج الحارث بن ثمامة ابنة الأجدع وقتل يوم الرزم، وفيه يقول الأجدع:
اسألتني بركائب ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع
وبنو الحصين أما أتاك نعيهم ... أهل اللواء وسادة المرباع
حضروا المواسم فانتزعنا مجدهم ... منا بأمر حسادة ورباع
تلك الرزية، لا ركائب غودرت ... برحالها مشدودة الأنساع
والحارث بن يزيد ويحك أعولي ... محضًا شمائله رحيب الباع
فلو أنني فديته لفديته ... بأناملي ولجنّة أضلاعي
لدفعت عنه في اللقاء وفاته ... دفعي، وكل منية بدفاع
وولد المنقش بن الدهر محمدًا، وولد هرثمة بن مرّ قيس بن هرثمة ومرزوق بن هرثمة والحكم بن هرثمة ويقال الحكم من اليقشب بن الحارث أربعة أبطن وهم الهراثم انقضاء نسب سعد بن عبد ود.
وأولد حرب بن عبد ود وادعة مالك بن حرب والحارث بن حرب، فولد الحارث بن حرب عبد بن الحارث بطن. وهم بنو عبد وادعة، وهم أنجد وادعة على قلة من عددهم ويقشب بن الحارث بطن. وهم القشب ونوسان بن الحارث بطن. وطنهم أرض نوسان من أرض الخشب وأم الجميع من حمير. فولد عبد بن الحارث كامل بن عبد ومانع بن عبد والحارث بن عبد وعريب بن عبد. وولد مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة صريم بن مالك بطن. وهم رأس الديوان من حاشد، وفيهم الفرسان والنجدة وربيعة بن مالك بطن. ثرا. فولد صريم بن مالك مرّ بن صريم والأجدع بن صريم وبدّاء بن صريم. فولد الأجدع بن صريم قيس بن الأجدع وعبد الرحمن بن الأجدع وربيعة ومعاوية وعبد الله وصريم الأصغر. فأولد صريم الأصغر عبد الله وأبا الزاهرية والحارث. والحارث القائل لعمرو بن معدي كرب:
سل الناس هل هزّت فوارسنا الوغى ... عشية أوطأنا فوارسنا عمرا
على حنق والخيل من كل جانب ... عوابس بالفتيان تقحمها زجرا
هجرنا لبون الحرب للطالب القرى ... لنبلي فيمن كان يحبطنا عذرا
وكنا إذا ما استمطر الناس رعدنا ... فأمطر بيضًا والمثقفة السمرا
حمينا بها جارًا ونلنا طوائلًا ... ونلنا بها دارًا وحزنًا بها وفرا
نجود بها في كل يوم كريهة ... لأعدائنا حتى يدينوا لنا قسرا
ليحمد محمود ويهلك هالك ... وفاء بعهد لا مكذّبة غدرا
هنالك ما ننفك نقتل تارة ... ونلحق أقوامًا فنأسرهم أسرًا
فقد تركت أيامنا وسيوفنا ... وأرماحًا للذاكرين لنا ذكرا
انقضت بنو صريم.
1 / 19