============================================================
وهي عند هؤلاء للتخيير في مكان الوطء ، فتقتضي عندهم جواز الاتبان في الدبر في غير موضع الحرث .
ذهب قوم إلى أن المعنى : إيتوا حرثكم كيف شئتم، إن شئم فاعزلوا ، وإن شثم فلا تعزلوا.
والذي عليه الجمهور من الصحابة والتابعين والعلماء من بعدهم أن قوله تعالى : فأتوا حرثكم أنى شئتم " معناه من أين ششتم، أي من أي وجه من وجوه المأتى ، قبلين ومدبرين، وبهذا يكون مدلول الآية قصر الاتصال بالمرأة على الموضع الذي هو طريق النسل .
واستدلوا على أن المراد به ما ذكروا من وجوه عدة : الها : سبب نزول هذه الآية، فقد روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الد أحول ، فنزلت الآبة " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شثتم" .1 الثاني : الطلب في قوله : " فأتوا حرثكم " فان إباحة الإتيان مقصورة على موضع الحرث ، فيكون الإتيان في غير موضع الحرث محرما .
اثالث : القياس على إتيان المرأة في المحيض : فإنه محرم من أجل الأذى وهو في الوطء في الدبر أظهر ؟ لأن القذر والأذى في موضع النجو أكثر من دم الحيض ، فيكون أولى في التحريم .
هذا بالاضافة إلى أحاديث وردت في تحريم إتيان المرأة في ديرها، فمن ذلك ما روي عن آبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملعون من أتى امرأة في دبرها" (2) عن أبي هريرة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أتى حائضا (1) البقرة : (223) (2) أخرجه البخاري في التفسير ومسلم في التكاح برقم (1435)
صفحه ۹۳