============================================================
لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت لا والله يا رسول الله، ما أرى الذي رأى ابو بكر، ولكني أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيبا لعمر) فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أثمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلماكان من الغد جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر قاعدين يبكيان ، قلت : يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، و إن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي لذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة (شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم) وأنزل الله عز وجل ل ما كان لنبي آن يكون له آسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله : فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا" . (1) قال الامام النسفي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآيات : وكان هذا اجتهادا منهم با لأنهم نظروا أن استبقاءهم ربما كان سببا في إسلامهم، وأن فداءهم يتقوى به على الجهاد ، وخفي عليهم أن قتلهم أعز للاسلام وأهيبلمن وراءهم . ثم قال.: فيما ذكر من الاستشارة - أي استشارة النبي لأ صحابهب دلالة على جواز الاجتهاد ، فيكون حجة على منكري القياس .
قال عمرو بن ميمون الأودي : اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بشيء فيهما: إذنه للمنافقين، وأخذه الفداء من آسارى بدر، فعاتبه الله كما تسمعون مما يدل على اجتهاده أيضا ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في شأن مكة يوم الفتح : " إن هذا البلد حرام لا يعضد شوكه ، ولا يختلى خلاه ولاينفر صيده ، ولا تلتقط لتمطته إلا لمعرف . فقال العباس : إلا الادخر ، فإنه لا بد (1) اخرجه مسلم في الجهاد والسير برقم (1764) .
صفحه ۲۹