اخبار العلماء بأخبار الحكماء

ابن القفطي d. 646 AH
105

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

پژوهشگر

إبراهيم شمس الدين

ناشر

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

شماره نسخه

الأولى 1426 هـ - 2005 م

جالينوس فقال أجل والله لعن الله من لا يشكر النعم ولا يكافئ عليها بكل ما أمكنه أي والله إني لأغضب أن أساوي بجالينوس في حالة من الحالات وأشكر على تقديمه علي في كل الحالات فاستحسن ذلك منه إبراهيم بن المهدي وأزهر استصوابه له وقال هذا لعمري الذي يحسن بالأحرار والأدباء فانكب جبرائيل على قدم أبي إسحاق إبراهيم بن المهدي يقبلها فمنعه من ذلك وضمه إليه.

وذكر جبرائيل في جملة ما ذكره لإبراهيم بن المهدي يوما أنه دخل ذات يوم على الفضل بن سهل ذي الرئاساتين بعد إسلامه وهو مخنتن وبين يديه مصحف قرآن وهم يقرأ فيه قال فقلت جون بيني نامه إيزد فقال خوش وجون كليلة ودمنة تفسيرها هذا الكلام قال جبرائيل قلت له كيف ترى كتاب الله فقال طيب ومثل كليلة ودمنة.

ولما حصل الرشيد بطوس وقوي عليه المرض قال لجبرائيل لم لا تبرئني قال له قد كنت أنهاك دائما عن التخليط وكثرة الجماع ولا تسمع منى والآن سألتك أن ترجع إلى بلدك فإنه أوفق لمزاجك فلم تقبل وهذا هو مرض شديد وأرجو أن الله بعافيتك فأمر بحبسه عنه وقيل أن بفارس أسقفا يفهم الطب فوجه إليه وأحضره ولما حضر ورآه قال له الذي عالجك لم يكن يفهم الطب فزاد ذلك في إيعاء جبرائيل وكان الفضل بن الربيع يحب جبرائيل ورأى الأسقف كذابا يريد إقامة السوق وكان الأسقف يعالج الرشيد ومرضه يزيد ويقول فيه أنت قريب من الصحة ثم قال له هذا المرض كله من خطأ جبرائيل فاغتاظ الرشيد وأمر الفضل بن الربيع بقتله فلم يقبل منه الفضل لأن جبرائيل كان قد قال للفضل أنه يموت بعد أيام يسيرة واستبقى جبرائيل وعرض للفضل بن الربيع قولج صعب يئس الأطباء منه فعالجه جبرائيل بألطف علاج فبرئ الفضل وازدادت محبته لجبرائيل وأعجب به.

وملك محمد الأمين ووافى إليه جبرائيل فقبله أحسن قبول وأكرمه ووهب له أموالا جليلة أكثر مما كان أبوه يهبه وكان الأمين لا يأكل ولا يشرب إلا بإذنه فلما كان من أمر الأمين ما كان وولي المأمون كتب إلى بغداد بحبس جبرائيل ولما مرض الحسن بن سهل في سنة ثلاث ومائتين مرض مرضا شديدا وعالجه الأطباء فلم ينتفع فأخرج جبرائيل وعالجه فبرئ في أيام يسيرة

صفحه ۱۱۱