اجازه احمد بن یحیی
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
ژانرها
والثاني: أخذ المال على وجه الاستعلاء، ومنه الجباء الذي يأخذ المال عن أمر السلطان، ومن سلم المال إلى سلاطين الجور فقد جلبه لهم إما بنفسه [475] أو بنائبه الذي يوصله حيث سلمه إليه مختارا إليه، إذ كان يمكنه ألا يسلم شيئا بأن يهاجر أو أن لا يتعلق بشيء مما يطالب به، فلما ثبت ذلك كان الخير متناولا له لأنه مشترك بين معنيين، ولا يجوز أن يحمل على أحدهما دون الآخر إلا بدليل، وإلا كان تحكما، والدليل هنا منتف ولأنه إذا انتفى الدليل على إرادة البعض مما يدل عليه المشترك من المعاني دون البعض وكان الجمع بين معانيه ممكنا وجب حمله على الجمع لغة عند العترة عليهم السلام ما خلا الإمام يحيى عليه السلام فإنه قال: أنه يصح من حيث الإرادة، لا اللغة، وهو مجموع بقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي...} الآية، ولفظ يصلون مشترك بين معنيين:
الصلاة من الله، وهي معظم الرحمة، والصلاة من الملائكة وهي الاستغفار، وقد قال تعالى: {بلسان عربي مبين}، وقال تعالى: {قرآنا عربيا} وقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} فدل على أن ذلك من اللغة، فتأمله، ولأنه قد جاء نحو ذلك في قول الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه
وإن كانوا غضابا
فلفظ السماء قد استعمله لمعنيين معا:
أحدهما: المطر، بدليل قوله [476]: نزل السماء.
والثاني النبات بدليل قوله: رعينا، وفي قول الآخر:
سقى الغضا والساكنية
وإن هم شبوه بين جوانحي وضلوعي
فإن الغضا استعمله لثلاثة معان:
الأول: الشجر المخصوص بدليل قوله: وسقى الغضا.
والثاني: منبته ومكانه، بدليل قوله: والساكنية.
والثالث: النار العظيمة المتوقدة في معظم الشجر، بدليل قوله: وإن هم شبوه، وسمى ذلك في البيتين وما جرى مجراه الاستخدام.
صفحه ۹۰