اجازه احمد بن یحیی
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
ژانرها
وما رواه أبو طالب عليه السلام في الأمالي بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل: ((ألا وإنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى قلبه على قدر رغبته فيها)).
قلت وبالله التوفيق: ذلك أن الله تعالى يخذله ويسلبه الألطاف، ويكله إلى نفسه فيكون سيقة للشيطان يعمل الشبهات، ويطلب بصرائح الأدلة من التأويل حتى يردها إلى ما يطابق هواه [528] ويصلح له دنياه.
وما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في كلام طويل، كلم به كميل وهو قوله:
(أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار، ليس من رعاة الدين في شيء، أقرب شيء شبها بالأنعام السائمة، ولا تقولوا بعد تبيين الحق ووضوحه نعمل بخلاف هذا، ويجعل بيننا وبين النار عالما، فإني أخاف أن يكون ذلك شركا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا يحلون ما حرم الله عليهم فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله لهم فيحرمونه)) رواه أبو طالب عليه السلام في الأمالي.
قلت وبالله التوفيق: وهذا الحديث صحيح لموافقته لقوله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
ووجه كونهم مشركين أنهم قد تقلدوا حكما والتزموه وعبدوه له أنفسهم إمتثالا لمن بشرعه لهم وابتدعه، وذلك بحمد الله واضح. [529]
وقوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}، نص صريجها على ذلك.
صفحه ۱۲۸