أنبأنا به مؤلفه الحافظ أبو عبد الله البخاري سماعا عليه مرتين، مرة بفربر سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومرة ببخارى سنة خمسين ومائتين.
وبسنده قال: حدثنا الحميدي عن سفيان عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
قال الإمام أبو زكريا يحيى النووي في كتاب ((الأذكار)): هذا حديث صحيح متفق على صحته، مجمع على عظم موقعه، وقد كان السلف وتابعوهم من الخلف يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث؛ تنبيها للمطالع على حسن النية، واهتمامه بذلك واعتنائه به.
قال الإمام أبو سليمان الخطابي: كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون تقديم هذا الحديث أمام كل شيء ينشأ ويبتدأ من أمور الدين؛ لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعه، انتهى.
وأروي ((صحيح الإمام الحافظ الحجة الرحلة أبي الحسين مسلم بن)
الحجاج بن مسلم بن كوشاذ القشيري النيسابوري)) رضي الله عنه:
صفحه ۳۹