ومن القراء من يؤثر الوقف بالروم، ويستحبه للقارئ، إذا كان الإسكان يمس وجه الإعراب بشيء من الشبهة، كما في الآيتين الكريمتين:
فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير (القصص: 24)،
نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم (يوسف: 76)، فليس يخلو هذا من الشهادة بصلة بين حركة الإعراب وبين الوقف بالروم.
وشاهد ثالث من علم القافية؛ فقد تعلم أن حرف الروي يجب أن يكون واحدا في القصيدة كلها، وأن حركة هذا الحرف يجب أن تكون واحدة أيضا، فإذا اختلفت الحركة عدوه عيبا في القافية، ثم قسموه إلى قسمين:
الأول:
الإقواء: وهو اختلاف المجرى بكسر وضم.
والثاني:
الإصراف: وهو الاختلاف بفتح وغيره.
24
أما الأول، فقد ورد في شعر كثير من فحول الشعراء المتقدمين، حتى أباحه لهم العلماء ولم يعدوه في شعرهم عيبا، وكان الخليل يقول: «تجوز الضمة مع الكسرة.»
صفحه نامشخص