به كلُّ من سمعه أو اطلع على إنتاجه العلمي، وحلّاه بآيات من الثناء العاطر والشكر المتواصل.
وقد أهَّله اطلاعه الواسع على علوم الحديت الشريف؛ لأن يكون رأس طلبة العلم بمراكش، وهو الذي يُعرف إلى عهد قريب بـ"سلطان الطلبة"، وكان هذا المنصب على عهد الموحدين من أرفع المناصب العلمية، لا يتقلدها إلا مَن بلغ مرتبة الإِمامة في الحديث والفقه والأصول، وقد كان ابن القطان كذلك .. . يقول جمال الدين بن مسدي: "كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المومنية" (١).
بالإِضافة إلى ما كان يحوزه من التقدير والإحترام من طرف الجميع، يؤكِّد هذا ابن عبد الملك عندما يقول: "كان معظَّمًا عند الخاصة والعامة من آل دولة عبد المؤمن" (٢).
ولما كان ابن القطان هكذا، قرَّبه بعضُ ملوك الموحِّدين إليهم وجعلوه من أخصِّهم، ونال بخدمتهم دنيا عريضة، وخصوصًا منهم: يعقوب المنصور، وابنه الناصر، فالمستنصر بن الناصر، وأبو محمد عبد الواحد أخو المنصور، وأبو زكرياء المعتصم .. .
ويوضِّح هذا ابن عبد الملك فيقول: "وكان معظَّمًا عند الخاصة والعامة، من آل دولة بني عبد المؤمن، حظي كثيرًا عند المنصور منهم، فابنه الناصر فالمستنصر بن الناصر، فأبي محمد عبد الواحد أخي المنصور، ثم أبي زكرياء المعتصم أبي الناصر، حتى كان رئيس الطلبة؛ مصروفة إليه الخطط المهمة، مرجوعًا إليه في الفتوى، وكان عند المنصور منهم كثيرًا .. .".
ثم يذكر الخطط التي انتهت إليه على عهد الناصر، فيقول: "إنه في أيام
_________
(١) تدكرة الحفّاظ: ٤/ ١٤٠٧.
(٢) الذيل والتكملة - علم العلل في المغرب: ١/ ٢١٩.
1 / 42