ومن هنا أرى أن أبدأ أولًا بالشيوخ الذين تلقى عنهم بفاس، ثم أتبعهم بالشيوخ الذين تلقى عنهم بمراكش سماعًا وإجازة:
١ - الشُّيوخ الذين تلقَّى عنهم بفاس:
• علي بن موسى بن علي بن خلف السالمي الجياني: يكنى: أبا الحسن بن الفرات، نزل مدينة فاس، وتولى مهمة التدريس والخطابة بجامع القرويين. ذكره ابن عبد الملك من شيوخ ابن القطان، حيث قال: "روى عنه أبو الحجاج بن محمد الأندي، وأبو الحسن ابن القطان. . .".
وقال فيه: "كان مقرئًا مجوِّدًا محدِّثًا راوية" (١).
وكان هذا من شيوخ ابن القطان الأوائل، ولازمه ملازمة طويلة، كما قال ابن عبد الملك في ترجمته.
• عبد الرحمن بن عيسى بن يوسف: يكنى: أبا القاسم الملجوم الفاسي، اشتهر أمره في العدوتين: المغرب والأندلس، وكثر الرواة عنه، لما كان يتوفر عليه من علو السند، كما يقول ابن القاضي في "جذوة الاقتباس".
وكان متصل العناية بالرواية، ولقاء الشيوخ، والإِكثار من حمل الرواية، بصيرًا بالحديث، محافظًا على تقييده وضبطه. . حدّث وأخذ الناس عنه واستجازه من أقاصي البلاد رغبة فيه، وتنافسًا في علو روايته، وكان أهلًا لذلك (٢).
وقد ذكره ابن الزبير وابن عبد الملك في شيوخ ابن القطان، توفي سكنة (٦٠٤ هـ).
_________
(١) الذيل والتكملة: ٥ - ١/ ٤١٢.
(٢) جذوة الاقتباس، ص: ٢٩٧.
1 / 24