فأضحى خليل بعد صفو مودتي ... صريعا بدار الذل أسلمه الغدر
وطى حرمتي بعد الوفاء وخانني ... فغادره كلبي وقد ضمه القبر
قال: وحكي أنه كان لمالك بن الوليد ندماء لا يفارقهم، ولا يصبر عنهم، فأرسل أحدهم إلى زوجته فأجابته، وجاء ليلة فاستخفى في بضع دور مالك عند امرأته، ومالك لا يعلم بشيء، فلما أخذا في شأنهما وثب كلب عليهما فقتلهما ومالك لا يعقل من السكر، فلما أفاق وقف عليهما وأنشد:
كل كلب حفظته لك ارعى ... ما بقي لو بقي يوم التناد
من خليل يخون في النفس والمال ... وفي العرس بعد صفو الوداد
وعائد الكلب لقب بذلك لقوله:
مالي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود
وأشد من مرضي علي صدودكم ... وصدود من أهوى علي شديد
صفحه ۲۴۵