الصلاة. نظر إلى جملة الصلوات فوجدها سبع عشرة ركعة فريضة، وثلاث ركعات صلاة الوتر، جملتها عشرون ركعة. فوضع التراويح موازيا لعدد هذه الصلوات. وإذا تفكر فيه المتفكر علم أنه لم يرد بهذه البدع إلا توهين الشريعة، وإعلام الخلق أن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله [1] من الشرائع والأحكام لم يكن ذلك بوحى ناطق، بل برأى رآه كما أني فعلت ما فعلت برأيى، لا بوحى أتاني. وسنح لي أكثر ما سنح له ونجع فيكم أكثر من نجوع شرائعه. فلم يجلس بعده جالس إلا وتوهم في نفسه إحداث بدعة من قبله من تحليل خمر، وإباحة لواطة ، وترخيص في سلب أموال الناس بعلة من العلل، ليست دون علة عمركم المخترع لهذه البدع. والله8 سائله عن جميعه ومحمله أوزاره وأوزار القوم الذين اقتدوا به واقتفوا أثره.
ولما بلغ الأمر عثمان بن عفان، المتخلف عن الفضائل، عدا طوره وشمخ بأنفه، واكتنز الأموال، واستأثرها لأوليائه وأقربائه، وآوى طريد رسول الله، ونفى بدله أباذر صاحب رسول الله. فهل من مدكر86 ينظر لنفسه [113] ولا يغتر بالخرافات المروية، يجعل كتاب الله وزيره ومرشده ويسترشد منه ما يلتبس عليه من معالم دينه ? فإن كتاب الله ديوان المؤمنين ومفتاح كل منغلق، وفيه تبيان لكل شيء وفيه شفاء ورحمة للمؤمنين.
وإذا كان حال القرآن ما وصفناه وجب علينا أن ننظر فى القرآن، هل نجد فيه
صفحه ۱۶۳