الباب السادس
في معرفة الرسالة
ولما جئتم إلى الرسالة والنبوة، وشرحكم عنهما، وإيمانكم بهما وبالملائكة التي تنزل1 عليهم، سلكتم طريق من لا صحبة بنه ون العقل بوجه من الوجوه. وذلك أنكم رأيتم نزول الملائكة على الرسل كنزول الطير من السماء بقطع المسافات، ومخاطبتهم2 معهم كمخاطبة بعضكم مع بعض بالأصوات والإسماع، الصوت من الملك والسمع من الرسول. ولو كان هذا مستودعا في الخلقة بمحى الحكمة أن يكون الملك الروحاني يعجز عن تبليغ رسالات3 الله إلا بالصوت والحروف، والرسول [79] المصطفى يعجز عن قبولها إلا بالسمع، لكان فى مستود ع الخلقة بمحرى الحكمة أيضا استغناء الأمة التي أرسل الرسول إليها عن الرسول، إذ أسماع الأمة مسخرة لقبول الصوت التأليفي. فيكون ذلك أعم نفعا وأكثر فائدة إن، كانت المقدمة الأولى صحيحة مستقيمة .
صفحه ۱۳۸