وأن ذلك ليس بزائل عنه، فلم يزل [205] يظلم عليه ما أضاء له، وتحقق لديه حتى أحس ذلك في نفسه وأحس بعقوبة الله إياه على ظلمه إذ أهمل عبيده. إذ أبق إلى آلفلك آلمشحون، بعنى التجأ إلى الدعوة المشحونة بالعلم والحكمة رجاء أن يدفع الله عنه88 بليته بها. فساهم فكان من المدحضين،89 يعني بلغ أمره من الضعة وسقوط المرتبة وذهاب العلم من قلبه، إذ صار مدحوض الحجة لمن يساهمه، يعني لمن يعارضه وينازعه ويناطره. فلما دحضت حجته التقمه آلحوت وهو مليم، يعنى سلط عليه وعلى نفسه الرجل الناشىء في ملوحة علم الظاهر مع لحوق الملامة له في نفسه. ووقع في ظلمات الجهل والحيرة وزالت عنه المعارف كلها غير التوحيد. فإنه لم يفارقه، وهو قوله: فلو لا أنه كان من آلمسبحين،1 9 يعنى فلولا أنه كان ممن لا ينكر بالتوحيد، بل كان[ 206] مقرا به، لم ينزع الله ذلك من قلبه فاعترف بما ركب من الظلم.
للبث فى بطنه الى يوم يبعثون.1 كيف لم يتفكر أهل الظاهر في هذا اللفظ، أن كيف يلبث يونس فى بطن الحوت إلى يوم البعث، أم كيف يبقى الحوت إلى يوم البعث? ومعناه أن يلبث عاره وخزيه له إلى يوم البعث الذي هو يوم المجازاة. ثم قال: فنبذنه بالعرآء وهو سقيم،3 يقول جل،9 ثناؤه : فلما
صفحه ۲۲۹