الإسكندرية في 5 يناير
والدي العزيز
قرأت خطابك، وثق أني مجتهد، وأن دروسي ليست صعبة، وأنا كنت أحيانا أذاكر مع بعض الطلبة، ولكنهم كانوا يهرجون كثيرا؛ ولذلك آثرت المذاكرة وحدي.
ويوم الأحد الماضي دعتني شادية إلى أن أذاكر معها؛ لأنها لم تفهم شيئا في كتاب الكيمياء، وقد ذهبت إلى بيتها وتغديت معها، وكان معنا والدها.
ووالدتها تصغر زوجها بنحو عشرين سنة، وهي سيدة رشيقة متمدنة، والحق أن البيت كله متمدن، وجميع أثاثه أوربي الزي، وكان الغداء خفيفا.
وبعد الغداء عزفت شادية على البيان، ولم أكن أعرف أنها تعزف، وكان الدور الذي عزفته لنا من تأليف شوبان البولوني، ولم يدخل مخي، ولكن شادية قالت لي إني لم أتعود الأدوار الأوربية، وعندما أتعودها سأتذوقها.
وبعد الغداء خرجت أنا وهي وسرنا معا على الكورنيش، وكان حديثنا عن المحاضرات والسياسة.
وعدنا إلى بيتها وذاكرنا المحاضرات معا، وشرحت لها الصعوبة التي كانت تشكو منها في الكيمياء.
سلامي إليكم جميعا.
سامي
صفحه نامشخص