افشای معانی صحاح
الإفصاح عن معاني الصحاح
پژوهشگر
فؤاد عبد المنعم أحمد
ناشر
دار الوطن
ژانرها
قال الحميدي: وقد وقع لنا بتهامه بهذا الإسناد متصلا بقوله: وكان خال ابن عمر وحفصة، قال: وقدم الجارود من البحرين فقال: يا أمير المؤمنين، إن قدامة بن مظعون قد شرب مسكرًا، وإني إذا رأيت حدًا من حدود الله حق علي أن أرفعه إليك، فقال له عمر: من يشهد على ما تقول؟ فقال: أبو هريرة، فدعا عمر أبا هريرة؛ فقال عمر: ما تشهد يا أبا هريرة؟ قال: لم أره حين شرب وقد رأيته سكران يقيء. فقال عمر: لقد تنطعت يا أبا هريرة في الشهادة، ثم كتب إلى قدامة وهو بالبحرين يأمره بالقدوم (٥٦/ ب) عليه، فلما قدم قدامة والجارود بالمدينة، كلم الجارود عمر فقال: أقم على هذا كتاب الله. فقال عمر للجارود: أشهيد أنت أم خصيم؟ فقال الجارود: أنا شهيد. فقال: قد كنت أديت شهادتك، فسكت الجارود ثم قال: لتعلمن أني أنشدك الله. فقال عمر: أما والله لتملكن لسانك أو لأسوأنك. فقال الجارود. أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب ابن عمك وتسوأني، فأوعده عمر، فقال أبو هريرة- وهو جالس-: يا أمير المؤمنين؛ إن كنت تشك في شهادتنا فسل بنت الوليد امرأة ابن مظعون، فأرسل عمر إلى هند زوجة قدامة ينشدها بالله فأقامت هند على زوجها قدامة الشهادة. فقال عمر: يا قدامة، إني جالدك، فقال قدامة: والله لو شربت كما يقولون ما كان لك أن تجلدني يا عمر! قال: ولم يا قدامة؟ قال إن الله ﷿ قال: ﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾. فقال عمر: إنك أخطأت التأويل يا قدامة؛ إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله. ثم أقبل عمر على القوم، فقال: ماذا ترون في جلد قدامة؟ فقال القوم: لا نرى أن يجلد ما دام وجعا، فسكت عمر عن جلده أيامًا ثم أصبح يومًا قد عزم على جلده فقال لأصحابه: ماذا ترون في جلد قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن يجلد ما دام وجعًا؟
1 / 181