افریقیا: مطالعهای بر مؤلفههای قاره
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
ژانرها
وعلى هذا فإن المحيط الأطلنطي يختص بتصريف مساحة قدرها 11 مليونا و378 ألف كيلومتر مربع من مساحة الأحواض النهرية الرئيسية في أفريقيا، مقابل 2 مليون و289 ألف كيلومتر مربع يختص بها المحيط الهندي من مساحة الأحواض النهرية الرئيسية.
والسبب في ذلك راجع إلى أن أطوال السواحل الأفريقية المطلة أو التابعة للمحيط الأطلنطي أكبر من تلك التي تطل على المحيط الهندي وتابعه البحر الأحمر، ولكن هناك أسبابا أعمق من هذا السبب نذكر منها:
أولا:
طريقة انتظام الشكل التضاريسي العام في أفريقيا الشرقية وأفريقيا جنوب خط الاستواء، فهنا نجد الهضاب العالية «الفلد وشرق أفريقيا والحبشة» تقع كلها بالقرب من ساحل المحيط الهندي، مما يجعل الأنهار المنحدرة منها إلى الساحل قصيرة، بينما تلك المنحدرة من سفوحها الغربية أنهارا أطول، وبديهي أنه كلما طال مجرى النهر - في الأحوال المناخية والتضاريسية الملائمة - كلما كبرت مساحة حوضه.
ثانيا:
في مقابل الهضبات العالية القريبة من ساحل المحيط الهندي نجد أحواضا طبيعية كبيرة قريبة من المحيط الأطلنطي في أفريقيا جنوب خط الاستواء، ومن الأمثلة على ذلك أحواض الكنغو والأورنج، وهذه الأحواض تجمع مياه السفوح الغربية من الهضاب الشرقية وتضيف إليها أنهار الحواف الهضبية المحيطة بالحوض، والمثال التقليدي المذهل لهذه الحالة هو حوض الكنغو الذي يصرف وحده مساحة تكاد تقرب من
ملايين كيلومتر مربع، ويضم شبكة هائلة من الأنهار، ولولا أن الظروف المناخية غير مواتية في حوض الأورنج - وقوع معظم الحوض في منطقة صحراء كلهاري - لكان هذا أيضا من الأحواض النهرية ذات المجاري المائية العديدة.
وهناك أيضا حوض الزمبيزي الذي يشابه حوضي الكنغو والأورنج من حيث موقعه القريب من المحيط الأطلنطي، ولولا وجود هضبة بيهي إلى الغرب منه، ولولا حدوث انكسار وخانق الزمبيزي لما استطاعت مياه الحوض أن تنصرف إلى المحيط الهندي، ولصار حوض الزمبيزي حوضا مقفلا ذا تصريف داخلي، شأنه في ذلك شأن الحوض المجاور، ونقصد به حوض نجامي - مكاري كاري.
ثالثا:
وقوع القسم الشمالي الشرقي من أفريقيا - وخاصة سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي - في ظل كتلة آسيا القارية، مما جعلها منطقة جافة أو شبه جافة، وأنهارها - إن وجدت - عديمة الانتظام، والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها أهمها وهو ويبي شبلي في الصومال، وبركة في إريتريا.
صفحه نامشخص