155

افحام اليهود

افحام اليهود

ناشر

دار القلم - دمشق

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٠هـ - ١٩٨٩م

محل انتشار

الدار الشامية - بيروت

فأما دفعهم لإعجاز القرآن للفصحاء، فليست بأعجب منه؛ إذ كانوا لا يعرفون من العربية ما يفرقون به بين الفصاحة والعي، مع طول مكثهم فيما بين المسلمين. وأما رسول الله ﷺ وشرف وكرم وعظم- فله فيما بينهم اسمان فقط. فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ أحدهما "فاسول". وتفسيره: الساقط. والثاني: "موشكاع". وتأويله: المجنون. وأما القرآن العظيم، فإنه يسمى فيما بينهم "قالون" وهو اسم للسوءة بلسانهم. يعنون بذلك أنه عورة المسلمين وسوءتهم. وبذلك وأمثاله صاروا أشد الناس عداوة للذين آمنوا. فكيف لا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون؟! ١

١ من تتبع سيرة محمد ﷺ وتدبرها منذ ولد إلى أن بعثه الله نبيا، ومن حين بعث إلى أن انتقل إلى جوار ربه الكريم، وتدبر نسبه وأصله وفصله وما جرى معه وما انتهى إليه بتجرد وإنصاف، وصل إلى طمأنينة القلب بصدق هذا الرجل. فقد اجتمع له أمور لا يجتمع مثلها إلا لنبي. ومن ذلك ما يأتي: ١ - شرف نسبه: فقد كان النبي ﷺ من أشرف العرب نسبا، من صميم سُلالة إبراهيم ﵇ الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، ثم من قريش صفوة بني إبراهيم، ثم من بني هاشم صفوة قريش. =

1 / 159