اداره اسلامی در عزت عرب
الإدارة الإسلامية في عز العرب
ژانرها
65
ألا وإن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله معونات دون عباده، ألا فأما وابن الخطاب حي فلا. إني قائم دون شعب الحرة آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار.»
هذا مجمل من إدارة عمر، وقد كان شديدا في إقامة الحدود يقيمها على أقرب الناس إليه: حد في الخمر ابنه، وعاقب ابن عمرو بن العاص عامل مصر؛ لأن أحد قبطها استعداه عليه. قال السائب بن يزيد كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله وإمارة أبي بكر وصدر من خلافة عمر، فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرجلنا وأرديتنا، حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين، حتى إذا عتوا وفسقوا جلدوا ثمانين، ولما ضعف نصاب الشهادة على المغيرة بالزنا سري عنه؛ لأنه ما أراد أن يرجم أحد الصحابة
66
وأراد أن يحد جبلة بن الأيهم من ملوك غسان؛ لأن رجلا فزاريا
67
في الحج وطئ على إزاره فلطمه جبلة فهشم أنفه، وشكاه الفزاري فأراد عمر جبلة على أن يفتدي نفسه أو يأمر الرجل بلطمه، فقال جبلة: كيف ذلك وأنا ملك وهو سوقة؟ فقال: إن الإسلام جمعكما، وسوى بين الملك والسوقة في الحد. ففر جبلة والتحق بالروم. وكان يساوي بين الناس في القضاء مهما علت منزلتهم، وبلغه عن بعض عماله وهو في دار الحرب أنه تعدى حدا من حدود الله فأغضى عنه لئلا يعتصم ببلاد الروم.
وكان يعرف أن الرسول قال: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما، فسكت عمر عنهم، وراعى العهود التي أعطاها الرسول لهم، ولما كان من جملة شروط نصارى نجران أن لا يأكلوا الربا أمر بإجلائهم، واشترى منهم أرضهم وأوصى بهم أهل الشام والعراق، ولما انطلق نصارى بني تغلب هاربين من الجزية أضعفها عليهم
68
وشرط عليهم أن لا ينصروا أولادهم، ولم يسمع لقول أحد بني تغلب أنهم قوم عرب يأنفون من الجزية وهم قوم لهم نكاية، وقوله له مهددا: لا تعن عدوك عليك. وكان يتحامى استعمال النصارى، وعرضوا عليه كتابا منهم فأبى أن يستعملهم، وكان إذا أراد
صفحه نامشخص