اداره اسلامی در عزت عرب
الإدارة الإسلامية في عز العرب
ژانرها
41
وما كانت تأخذه بالمشركين هوادة لا سيما بعد أن فتحت مكة، وأطاعت الحجاز واليمن واليمامة وغيرها من أصقاع الجزيرة، وما كان هوى من رسخ الإسلام في قلوبهم في شيء من حطام الدنيا، فقد بلغ من تبادل الثقة
42
والحب بين المسلمين في صدر الإسلام أنهم كانوا خلطاء بالمال، يأخذ فقيرهم من مال الآخر؛ مصداقا لقوله تعالى:
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ولقد أهديت لعبادة بن الصامت
43
هدية وإن معه في الدار اثني عشر من أهل بيته، فقال عبادة: اذهبوا بهذه إلى آل فلان فهو أحوج إليها منا. قال الوليد بن عبادة: فأخذتها فكنت كلما جئت أهل بيت يقولون اذهبوا بها إلى آل فلان فهم أحوج منا إليها. حتى رجعت الهدية إلى عبادة قبل الصبح، وأسلف عبد الله بن جعفر الزبير بن العوام ألف ألف درهم، فلما قتل الزبير قال ابنه عبد الله لعبد الله بن جعفر: إني وجدت في كتب أبي أن له عليك ألف ألف درهم، فقال: هو صادق فاقبضها إذا شئت. ثم لقيه فقال: يا أبا جعفر وهمت المال لك عليه فهو له. قال: لا أريد ذاك. قال: فاختر إن شئت فهو له وإن كرهت ذلك فله فيه نظيره ما شئت، وإن لم ترد ذلك فبعني من ماله ما شئت.
مثال آخر من هذا الإيثار: كان بالمدينة في زمن النبي شاب يقال له مالك بن ثعلبة الأنصاري ولم يكن بالمدينة شاب أغنى منه، فمر بالنبي والنبي يتلو هذه الآية:
والذين يكنزون
إلى قوله:
صفحه نامشخص