ومن الصلوات (¬1)
¬__________
(¬1) - ... وردت أحاديث كثيرة في ضل الصلاة على النبيء محمد - صلى الله عليه وسلم - منها ما ورد في فضل الصلاة عليه حين سماع الأذان مثل الحديث الوارد في صحيح مسلم، كتاب الصلاة (رقم 577)، قال: « حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة».
... ومنها ما ورد في توقف استجابة الدعاء على الصلاة على النبيء، فقد روى الترمذي حديثا في كتاب الصلاة (رقم 448) جاء فيه: «حدثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال« إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم».
... ومجمل القول أن ما جاء من الأحاديث في فضل الصلاة على النبيء - صلى الله عليه وسلم - مستفيض، والحق أنه يغني عما ذكره بعض المتصوفة أو الزهاد. أما في صفة الصلاة على النبيء - صلى الله عليه وسلم - فليس أحسن مما ورد في الآيات والأحاديث المتواترة، وليس بعد كلام الله وكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من معقب، ومن الأحاديث نذكر:
... في صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، رقم 3118، قال: « حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أخبرني أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
... وفي موطأ الإمام مالك حديث في كتاب النداء للصلاة، رقم357، جاء فيه: «حدثني يحيى عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال قولوا: «اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»
... وتواترت الأحاديث في هذه الصيغة والكيفية، ولذلك فهي أحسن من أي صلاة مهما سميت نارية، أو تفريجية، أو قرطبية...فتأليف الله خير من تأليف البشر، وتأليف الرسول خير من تأليف غيره.
صفحه ۵۰