کتاب الایضاح در شرح مصباح
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
ژانرها
والثالث: أنه تعالى عالم باستغنائه عنه إذ هو عالم بذاته تعالى كما مر.
والرابع: أن كل من كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل القبيح ولا يختاره ولا يرضاه.
والذي يدل على ذلك ما نعلمه في الشاهد أن الواحد منا إذا كان عاقلا عالما بقبح الكذب وقيل له إن صدقت أعطيناك درهما وإن كذبت أعطيناك درهما فإنه لا يختار الكذب على الصدق وإنما لا يختاره لعلمه بقبح الكذب وغناه عن فعله وعلمه بغنائه عن فعله إذ لو زال عنه بعض هذه الأوصاف لم يكن عالما بقبح الكذب بأن يكون زائل العقل أولم يكن مستغنيا عنه بالصدق بأن يزاد في الأجرة على الكذب زيادة لا يستغني عنها أولم يكن عالما باستغنائه عنه بأن يعتقد أن الدرهم المتعلق بالكذب أوفى من الدرهم المتعلق بالصدق وإن كان ذلك جهلا منه وأنه في جميع هذه الأحوال لا يمتنع أن يختار الكذب على الصدق فعلمنا بذلك أن الواحد منا إنما يمتنع من الكذب لاجتماع هذه الأوصاف. فإذا ثبت ذلك علمنا أن الله تعالى أعلم العلماء بقبح القبيح وأغنى الأغنياء عن فعلها، وأعلم العلماء باستغنائه عنها فهو أولى أن لا يختار فعل شيء منها. فبهذه الطريقة ثبت أن الله تعالى عدل حكيم ومن العدل والحكمة أن لا يفعل القبيح كما مر.
صفحه ۱۲۸