کتاب الایضاح در شرح مصباح
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
ژانرها
وأما كلام الباطنية والفلاسفة: فإنهم يقولون بالعلة القديمة التي هي الرب عندهم والنفوس القديمة والعقول القديمة والأفلاك القديمة على ما تقدم، فمقتضى كلامهم أن في القدم مع العلة التي هي الرب عندهم ثمانية وعشرون قديما. فهذي حكاية أقوال هذه الفرق الضالة التي افترت على الله الكذب وهذا كله وإن كان شغلا للأوراق إلا أنا قصدنا بذلك التنبيه على عقائدهم الفاسدة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. والدليل على صحة مذهب أهل الإسلام أنه تعالى واحد لا ثاني له أنه لو كان له ثان قديم وجب أن يشاركه في سائر صفات الإلاهية وهي كونه قادرا على جميع أجناس المقدورات، عالما بجميع أعيان المعلومات، حيا لم يزل إذ القدم صفة ذاتية لأنا قد بينا أن الشيئين متى كانا مثلين كانا قد اشتركا في صفة ذاتية كالسوادين فإنهما إنما كانا مثلين لاشتراكهما في كونهما سوادين ويجب اشتراكهما في سائر الصفات الذاتية. إذ لو اشتركا في صفة ذاتية وافترقا في صفة أخرى ذاتية لكانا مثلين مختلفين لاشتراكهما فيما يقتضي التماثل ويقتضي الاختلاف وذلك محال، فثبت أنه تعالى لو كان له ثان قديم وجب أن يشاركه في صفات الذات الذي قدمنا ووجب أن يكون مثلا له فهذا أصل أول.
صفحه ۱۱۹