وعن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه قال: كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد، وأنزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم ،ومتشابه (¬1) ، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، وأعملوا بمحكمه، وصدقوا بناسخه ومنسوخه ، وفكروا في زواجره ومواعظه، وحللوا حلاله، وحرموا حرامه، ولا تشكوا في تنزيله، ولا تصدفوا عن آياته، فإنه حبل الله المتين، ونوره المشرق المنير، وهدى من الضلالة، وبيان من العمى، وموعظة من الجهل، ولن يقدر الجن والإنس على نسخه وفسخه ولا محوه وإطفائه، ولن يقدروا أن يدحضوا حججه وبرهانه أو يأتوا بسورة من مثله، وذلك أن الله -تعالى- قال: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) ]الاسراء 105[، و(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) (¬2) ]الحجر 9[.
صفحه ۵۹