... بعد أن انتهى الأندرابي من ذكر روايات تدوين القران وجمع المصحف وتوحيده في الأمصار شرع يذكر الأبواب التي وصفت هذا المصحف واعتنت بما فيه .
... فبدأ في الباب الخامس بذكر اختلاف هجاء مصاحف الأمصار وما في حروفها من فروق في النقص والزيادة ، وقد برع الأندرابي في جمع هذه المادة ورتب هذه الفروق بحسب ترتيب السور في المصحف حتى استوفى ما جاء من هذه المادة في كتب الرسم القراني ، ثم ناقش ما ادعي في المصحف من الخطأ والزلل وفند ذلك . ... وفي الباب السادس تحدث عن الكثير من ظواهر رسم المصحف التي جاءت مخالفة لقواعد الإملاء العربي ويكثر عنده أن يعلل الرسم القراني كقوله في تعليل حذف همزة الوصل من ( بسم الله ) : " وإنما حذفت من ( بسم الله ) فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ ، كثر استعمال الناس إياها في صدور الكتب وفواتح السور "(1) .
... ثم استوفى كل ما كتب في المصحف موصولا وأصله القطع ، وما كتب مقطوعا وأصله الفصل نحو : فيما ومما وإنما وبئس ما وإلا وأمن ... الخ ، ومنهجه في ذلك أن يورد الأصل في ذلك ثم يذكر المواضع التي خالفت ذلك الأصل .
... وذكر أيضا الحروف التي كتبت في المصحف بخلاف النطق، نحو كتابة الهاء تاء في مثل ( إمرأت ) و( سنت ) ( لعنت) أو كتابة الألف واوا كما في ( الملؤا ) و( الصلوة ) ، او كتابة السين صادا كما في ( يبصط ) ، وذكر أيضا ما يخص الحذف في رسم المصحف من نحو ( ويمح ) و( الداع ) وما يخص الزيادة نحو ( الربوا ) و( نبإي ) .
... ومنهجه في ذلك قائم على الاختصار والإحصاء ، وقد يرد عنده نادرا تعليل لبعض ظواهر الرسم ، كقوله في حذف الياء من نحو ( فبشر عباد الذين ) [ ابراهيم 17 ] : " كتب على الحذف والاكتفاء بالكسرة التي قبلها منها ، وعلى نية الوقف "(2) .
...
(1) ينظر : الإيضاح 29ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 32ظ.
صفحه ۳۰۸