وقراءة ? قل يا أيها الكافرون (1) ? تعدل ربع القرآن (1).
وهذا يشبه كلامنا المذكور على الفاتحة ، والكلام عليه في فصول :
o الفصل الأول : أنه لا يمتنع ترتب الأجر الكثير على العمل اليسير لأسباب :
1 : منها : نفاسة العمل في نفسه ؛ كالكتابة المحررة الجيدة التي يساوي السطر منها دينارا ، كما يحكى عن بعض الكتاب أنه كان إذا سئل الصدقة كتب للسائل سطرا فيبيعه بدينار .
2 : منها : عظم مصلحة العمل ، كحركة هندسية يصلح بها قرص ببناء عظيم ، أو يجري بها ماء إلى أرض ، أو سقف بها اعوجاج في أمر ونحو ذلك .
3 : منها : كرم من له العمل ، مثل أن يسقط سوط الملك من يده فيناوله إياه بعض العامة ، فيعطيه على ذلك مالا جزيلا .
ويروى عن الشافعي لغلامه : ( أعطه ما معك من النفقة ) فكان خمسين دينارا ، وقال : ( لو كان معنا غيرها لأعطيناه ) وذلك لكرمه وسعة مروءته رضي الله عنه . وقد يتجه غير ذلك من الأسباب .
صفحه ۱۵