144

ایضاح

الإيضاح (ج1) لعامر الشماخي

ژانرها

فقه

فقال: هل غزوت كذا وكذا؟ فقال: لا، قال له النبي عليه الصلاة والسلام: كل أولئك قد سلموا منك ولم يسلم منك أخوك المسلم ) ([71]) وهذا في المؤمن دون المنافق لما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( أذكر الفاسق بما فيه يعرفه الناس ) ([72]) وروي عن ضمام قال: قيل لجابر بن زيد أرأيت الرجل يكون وقاعا في الناس فأقع فيه أله غيبة؟ قال: لا، قيل: ومن هو الذي تحرم غيبته؟ قال: رجل خفيف الظهر من دماء المسلمين، عفيف بطنه من أموالهم، أخرس اللسان عن أعراضهم فهذا الذي تحرم غيبته وما سواه فلا حرمة له ولا غيبة فيه، قال ضمام، قلت يا أبا الشعثاء ما تقول في الرجل يعرف بالكذب أله غيبة؟ قال: لا، قلت: فالغاش لأمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ قال: لا غيبة له ولا حرمة، قلت: فالصانع بيده يغش في عمله أله غيبة؟ قال: لا: قلت: ولم، قال: أكل الحرام فلا غيبة له ولا حرمة وهو مهتوك الستر، ألا لا غيبة لكل مهتوك الستر ولا حرمة له عند رب العالمين فكيف عند المخلوقين؟ قلت: فإنه يكذب أحيانا ويتوب أحيانا، ويغش أحيانا ويتوب أحيانا، فأي صنف هذا من الناس؟ قال: هذا رجل مستخف بالله ومستهزئ بالأمة، والدليل على من لعن البلاد، والدواب، والصبيان، وكل من لا يستحق اللعنة فينتقض وضوءه، وذلك أنه وجد في الأثر أن جابر بن زيد رضي الله عنه قال: ( من لعن الدواب ومن لا يستحق اللعنة رجعت عليه اللعنة ).

صفحه ۱۴۵