اعتقاد خالص
الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد
پژوهشگر
الدكتور سعد بن هليل الزويهري
ناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
محل انتشار
قطر
ژانرها
الجالب للوجد (١) المؤدي إلى الغيبة، وذلك من أحسن ما يقال عنه حكمًا (٢)، فإذا كان هذا في المغطّى، فما ظنك بالمفسد المجتث
= كان محرمًا إجماعًا، فإن كان فيه ما هو كفر أو حلول أو اتحاد فهو أشد كفرًا وزندقة مع ما في ذلك مما ذكرنا من التشبه بأحوال النصارى وموافقتهم، وفاعل ذلك كله على الوجه المذكور مرتد، تجري عليه أحكامهم من الاستتابة وغيرها، فإن لم يتب صار ماله فيئًا للمسلمين) إلى أن قال في الورقة (١٣): (ومن حسن ظنه بهؤلاء فهو ضال مضل قال الله تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلا الضَّلَالُ﴾ [يونس: ٣٢]، واعتقاد صلاحهم ضلال آخر يجب الرجوع عنه، ومن تأول مقالة هؤلاء، وصرفها عن حقيقتها، تخمينًا للظن بهم، فهو من إخوان الشياطين وهو ممن ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا، لكنه لا يكون بذلك معتقدًا الاتحاد والحلول، ولكنه يكون متعاميًا عن إظهار الحق).
(١) يقال: وجَد به وجْدًا أي: في الحب لا غير، وإنه ليجد بفلانة وجدًا شديدًا إذا كان يهواها، ويحبها حبًا شديدًا.
والوجْد: كل ما صادف القلب من غمٍّ أو فرحٍ، والوجد عند الصوفية: مكاشفات من الحق، وهو نوعان: وجد ملك، ووجد لقاء. وأصحاب الوجد هم الراقصون عند السماع، وقد يزعق الواجد، ويبلغ إلى حدٍّ لو ضرب وجهه بالسيف لا يشعر فيه بوجع، وقد يمزق ثيابه.
انظر: لسان العرب (٣/ ٤٤٥ - ٤٤٦)، والقاموس المحيط (١/ ٣٤٣)، والمعجم الصوفي للدكتور عبد المنعم الحفني (ص ٢٥٦ - ٢٥٧).
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة (١/ ٣١٣): (وهذا السماع المحدث تحضره الشياطين، كما رأى ذلك من كُشف له، وكما توجد آثار الشياطين في أهله، حتى إن كثيرًا منهم يغلب عليه الوجد فيُصعق كما يصعق المصروع، ويصيح كصياحه)، وقال ﵀ أيضًا (١/ ٣١٤): (ولهذا يوجد فيه أعظم مما يوجد في الخمر من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ومن إيقاع العداوة والبغضاء، حتى يقتل بعضهم بعضًا فيه، ولهذا يفعلونه على الوجه الذي يحبه الشيطان، ويكرهه الرحمن)، ويقول أيضًا (١/ ٣١٨): (بل إسكاره للنفوس، وصده عن ذكر الله وعن الصلاة، أعظم مما في الخمر بكثير).
1 / 317