اعتقاد خالص

ابن العطار d. 724 AH
138

اعتقاد خالص

الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

پژوهشگر

الدكتور سعد بن هليل الزويهري

ناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

قطر

ژانرها

أخبر أنَّه لم يره، وإنّما رأى نورًا، أو كيف أراه مع حجاب النور المغشي للبصر؟. وهذا مثل قوله ﷺ في الحديث الآخر: "حجابه النور" (١)، وفي الحديث الآخر: "لم أره بعيني ولكن رأيتُه بقلبي مرتين" (٢) وتلا ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾ [النجم: ٨] (٣).

= فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألت، فقال: "رأيت نورًا". وأما الثّاني فعن أبي ذر قال: سألت رسول الله ﷺ: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه". (١) أخرجه مسلم في الإيمان، باب في قوله ﵇: "إن الله لا ينام"، وفي قوله: "حجابه النور" (١/ ١٦١ - ١٦٢) رقم (١٧٩) من حديث أبي موسى بلفظه، قال: قام فينا رسول الله ﷺ بخمس كلمات فقال: "إن الله ﷿ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور"، وفي رواية أبي بكر: "النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". (٢) أخرجه مسلم في الإيمان، باب معنى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ (١/ ١٥٨) رقم (١٧٦)، من حديث ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ قال: رآه بفؤاده مرتين. (٣) اختلفت أقوال السلف من الصّحابة والتابعين وأتباعهم في رؤية النّبيّ ﷺ لربه ليلة المعراج، وهي في مجملها على ثلاثة أضرب: الأوّل: أقوال تثبت الرؤية مطلقًا. الثّاني: أقوال تنفي الرؤية مطلقًا. الثّالث: أقوال تقيد الرؤية بالرؤية القلبية لا البصرية. ومن ثم اختلف أهل العلم بعدهم في تحرير أقوالهم على مذهبين: المذهب الأوّل: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تضاد لا تنوع يوجب الترجيح بينها لا الجمع، واختلف القائلون بذلك في القول الراجح منها ووجهه. والمذهب الثّاني: من يرى أن الاختلاف بين أقوالهم اختلاف تنوع لا تضاد يوجب الجمع لا الترجيح. والمذهب الثّاني هو الصّحيح - والله أعلم - واختاره جمع من المحققين منهم شيخ =

1 / 144