بسم الله الرحمن الرحيم
" رب زدني علما "
الحمد لله المتفضل على عباده بالنعم والآلاء , الرحمن بخلقه في الشدائد والرخاء , المستجيب لعباده المسرف والمطيع في الدعاء , الذي هدانا لسبيله، وخصنا برسوله النبي الأمي خير الأنبياء , وجعلنا من أمته؛ فذلك الفضل من ربنا وسيدنا , خالق الأرض والسماء , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة أرجو بها أن يدخلني ربي دار الأصفياء , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , الذي اختصه من بين الأنبياء , وشرفه بالشفاعة لفصل القضاء , وحرم الجنة على الخلائق حتى يدخلها أمته الغر المحجلون الاتقياء.
أما بعد: فإن بعض إخواني، سألني عقيدة أهل السنة والجماعة؛ ليتبعها , فأجبته إلى ذلك؛ رجاء الثواب والدعاء، والله الموفق والمستعان.
فإن الواجب اعتقاده، وهو أن يعلم أن الله واحد أحد ، فرد صمد،
لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد , قديم أزلي، لا أول لوجوده، ولا آخر لدوامه , ليس بجسم ولا بصورة , وهو منزه عن أمارات الحدث , متفرد بالعدم على كل محدث (¬1).
(1) المسألة الأولى:
تحدث المصنف في هذه المسألة عن أحدية الله عز وجل، وأنه أحد أحد، فرد صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
ثم عرج على عقيدة أهل السنة، في مسألة الأعراض والأجسام، وأن الله تعالى قديم أزلي، لا أول لوجوده، ولا آخر لدوامه , كما قال الإمام الطحاوي رحمه الله في الطحاوية: " قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء, لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام " (¬2).
ثم يثبت بعد ذلك مسألة، هي من غوامض المسائل، ألا وهي:
إثبات الصفات الاختيارية، المتعلقة بالمشيئة والإرادة الإلهية، مخالفا بذلك عقيدة أبى سعيد الكلاب، الذي يرى إثبات الصفات الاختيارية؛ ولكنه يقول:
صفحه ۴