اعتلال القلوب
اعتلال القلوب
پژوهشگر
حمدي الدمرداش
ناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
محل انتشار
مكة المكرمة
٢٧٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: " رَأَيْتُ جَارِيَةً بِالطَّوَافِ كَأَنَّهَا مَهَاةُ رَمْلٍ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَأَمْلَأُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنِهَا، فَقَالَتْ لِي: يَا هَذَا، مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: وَمَا عَلَيْكِ مِنَ النَّظَرِ؟ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر الطويل]
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا ... لِقَلْبِكَ يَوْمًا أَسْلَمَتْكَ الْمَحَاجِرُ
رَأَيْتَ الَّذِيَ لَا كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌ ... عَلَيْهِ وَلَا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ
٢٧٧ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: " قَالَ دَاوُدُ ﵇: «يَا مَعْشَرَ الْأَبْنَاءِ، تَعَالَوْا حَتَّى أُعَلِّمَكُمْ خَشْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْكُمْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَى وَيَرَى الْأَيَّامَ الصَّالِحَةَ فَلْيَحْفَظْ عَيْنَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ أَسْوَاءً، وَلِسَانَهُ أَنْ يَنْطِقَ بِالْإِفْكِ»
٢٧٨ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي»
٢٧٩ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَطْرُوشُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ⦗١٣٩⦘ الْمُنْكَدِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " أَسْلَمَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ﷺ وَيُخِفُّ لَهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ، فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الْأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ، وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِمَا صَنَعَ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَيَأْتِي جِبَالًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَوَلَجَهَا، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَنَّ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ، انْطَلِقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ» . فَخَرَجَا مِنْ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَا رَاعِيًا مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ، يُقَالُ لَهُ: ذُفَافَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ﵀: هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِيَّاهُ نُرِيدُ، فَانْطَلَقَ بِهِمَا، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ قَالَ: فَعَدَى عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِذَنْبِي؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانُ فِي طَلَبِكَ قَالَ: يَا عُمَرُ، لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَابْتَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ ﷺ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «يَا عُمَرُ، يَا سَلْمَانُ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ؟» قَالَا: هَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَحَرَّكَهُ فَأَنْبَهَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا غَيَّبَكَ عَنِّي؟» . قَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَفَلَا ⦗١٤٠⦘ أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ لِمَحْوِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟» . قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ ﴿آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١] فَقَالَ: ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «بَلْ كَلَامُ اللَّهِ أَعْظَمُ» . ثُمَّ أَمَرَهُ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ إِنَّ سَلْمَانَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ؛ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ» . قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: «لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي؟» . قَالَ: لِأَنَّهُ مَلْآنُ مِنَ الذُّنُوبِ. قَالَ: «مَا تَشْتَكِي؟» . قَالَ: مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ عَظْمِي وَلَحْمِي وَجِلْدِي قَالَ: «فَمَا تَشْتَهِي؟» . قَالَ: مَغْفِرَةَ رَبِّي قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ ﵇، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ ﷿ يُقْرِأُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: لَوْ أَنَّ عَبْدِيَ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً قَالَ: فَأَعْلَمَهُ النَّبِيُّ ﷺ ذَلِكَ قَالَ: فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِغُسْلِهِ، وَكَفَّنَهُ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ جَعَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَلَمَّا دَفَنَهُ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ قَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمَيَّ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِتَشْيِيعِهِ»
٢٧٧ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: " قَالَ دَاوُدُ ﵇: «يَا مَعْشَرَ الْأَبْنَاءِ، تَعَالَوْا حَتَّى أُعَلِّمَكُمْ خَشْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى، أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْكُمْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَى وَيَرَى الْأَيَّامَ الصَّالِحَةَ فَلْيَحْفَظْ عَيْنَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ أَسْوَاءً، وَلِسَانَهُ أَنْ يَنْطِقَ بِالْإِفْكِ»
٢٧٨ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِي النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي»
٢٧٩ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَطْرُوشُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ⦗١٣٩⦘ الْمُنْكَدِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " أَسْلَمَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ﷺ وَيُخِفُّ لَهُ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ، فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الْأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ، وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِمَا صَنَعَ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَيَأْتِي جِبَالًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَوَلَجَهَا، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَنَّ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ، انْطَلِقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ» . فَخَرَجَا مِنْ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَا رَاعِيًا مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ، يُقَالُ لَهُ: ذُفَافَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ﵀: هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِيَّاهُ نُرِيدُ، فَانْطَلَقَ بِهِمَا، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ قَالَ: فَعَدَى عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِذَنْبِي؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانُ فِي طَلَبِكَ قَالَ: يَا عُمَرُ، لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَابْتَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ ﷺ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «يَا عُمَرُ، يَا سَلْمَانُ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ؟» قَالَا: هَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَحَرَّكَهُ فَأَنْبَهَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا غَيَّبَكَ عَنِّي؟» . قَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَفَلَا ⦗١٤٠⦘ أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ لِمَحْوِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟» . قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ ﴿آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١] فَقَالَ: ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «بَلْ كَلَامُ اللَّهِ أَعْظَمُ» . ثُمَّ أَمَرَهُ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ إِنَّ سَلْمَانَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ؛ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ» . قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: «لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي؟» . قَالَ: لِأَنَّهُ مَلْآنُ مِنَ الذُّنُوبِ. قَالَ: «مَا تَشْتَكِي؟» . قَالَ: مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ عَظْمِي وَلَحْمِي وَجِلْدِي قَالَ: «فَمَا تَشْتَهِي؟» . قَالَ: مَغْفِرَةَ رَبِّي قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ ﵇، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ ﷿ يُقْرِأُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: لَوْ أَنَّ عَبْدِيَ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً قَالَ: فَأَعْلَمَهُ النَّبِيُّ ﷺ ذَلِكَ قَالَ: فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِغُسْلِهِ، وَكَفَّنَهُ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ جَعَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَلَمَّا دَفَنَهُ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ قَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمَيَّ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِتَشْيِيعِهِ»
1 / 138