اعتبار و تسلیت عارفان
الإعتبار وسلوة العارفين
* يروى أنه قيل في الحسن البصري: إنك قلت في أمير المؤمنين عليه السلام: لو كان في المدينة يأكل من خشفها كان خيرا مما صنع. فقال: يالكع: أما والله لقد فقدتموه سهما من مرامي الله، غير نؤوم عن أمر الله، ولا سروقة لمال الله سبحانه، أعطى الكتاب عزائمه فيما جل عليه وله، وأحل حلاله وحرم حرامه، حتى أورده ذلك حدائق مونقة، ورياضا مغدقة، ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يالكع.
* وروي أنه عليه السلام افتقد ابن عباس في وقت صلاة الظهر، فقال لأصحابه: ما لابن عباس لم يحضر؟ فقالوا: ولد له مولود فلما صلى قال: امضوا بنا إليه فأتاه فهنأه فقال: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، ورزقت بره وبلغ أشده ما سميته؟ فقال: أويجوز لي أن أسميه حتى تسميه، فأخرج إليه فأخذه فحنكه ودعا له ثم رده إليه فقال: خذ إليك أبا الأملاك قد سميته عليا، وكنيته أبا الحسن، وكان مفلقا بليغا ذا سؤدد وشرف.
* وروي أنه كانت له خمسمائة أصل زيتون يصلي كل يوم إلى أصل ركعتين فكان يدعى ذا الثفنات.
* وضرب بالسوط مرتين كلتاهما ضربه الوليد بن عبد الملك لتزوجه لبابة بنت عبد الله بن جعفر. وروي أنها كانت عند عبدالملك فعض تفاحة وناولها إياها وكان عبدالملك أبخر موصوفا به فدعت السكين فقال: ما تصنعين؟ فقالت: أميط وانحي الأذى عنها. فطلقها. فتزوجها علي فضربه الوليد لذلك. والأخرى لروايته أن هذا الأمر سيكون في ولده.
* قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: دخل رجلان على أمير المؤمنين عليه السلام فألقى لهما وسادة فقعد أحدهما عليها وأبى الآخر أن يقعد فقال له: أقعد عليها فإنه لا يأبى الكرامة إلا الحمار.
* وعن الصادق أنه قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور، وفي السفر التكاتب.
صفحه ۴۴۳