140

كأن الشيب والأحداث تجري .... إلى نعش الفتى فرسا سباق

فأما الشيب يدركه وإما .... يلاقي حتفه فيما يلاقي

وما الدنيا بباقية لحي .... ولا حي على الدنيا بباقي

* هذا ابناه عبد الله وعبيد الله، فقد كانا يباعان بأبخس الثمن في السودان، فاشتراهما رجل تاجر من اليمن بدراهم، صارت ممالكهم لأعدى عدوهم، ونعمهم وذراريهم نهبا لهم، فاتعظ بهم الحساد ورحمهم الأعداء.

* سنان بن يزيد الرهاوي قال: كنت مع مولاى جرير بن سهم التميمي، وهو يسير إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الشام فلما انتهى مولاي إلى مدائن كسرى وقف ينظر إلى بابها ثم تمثل:

جرت الرياح على محل ديارهم فكأنما كانوا على ميعاد

فأرى النعيم وكل ما يلهي بها يوم يصير إلى بلى ونفاد

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: أي شيء قلت؟ فأنشده. فقال: هلا قلت: ?كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين?[الدخان: 2528].

ثم قال: يا ابن أخي إن هؤلاء قوم كفروا النعم فحلت بهم النقم، فإياكم وكفر النعم، فتحل بكم النقم، وروي بلفظة أخرى: قال: لم يشكروا النعم فسلبوا دنياهم بالمعصية، فإياكم وكفر النعمة، لكي لا تحل بكم النقمة.

* وروي أن أبا جعفر انتبه مذعورا، فقال: يا ربيع أتاني آت في منامي، فأنشأ يقول:

(كأني بهذا القصر)..إلخ الأبيات الثلاثة التي بعدها.

* ولبعضهم، المتنبي:

أين الجبابرة الأكاسرة الألى كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا

* علي بن يقطين: ورأى منصور بن المهدي، في منامه شيخا يقول:

كأني بهذا القصر قد باد أهله .... وأوحش منه ركنه ومنازله

وصار عميد القوم من بعد بهجة .... وملك إلى قبر عليه جنادله

ولم يبق إلا ذكره وحديثه .... ينادي بليل معولات حلائله

فلم يعش بعد ذلك إلا عشرا حتى هلك.

صفحه ۱۷۲