133

فقلت: أجل يا أمير المؤمنين، إن ابن هند معاوية عاش في مثل ما ترى أربعين سنة، عشرين خليفة وعشرين أميرا، ثم هو ذاك على قبره ثمامة نابتة.

* وبلغني عن المأمون: لما دخل تاووس أنوشروان أخرج خاتمه، فإذا نقشه: يا ابن آدم، سرحه يعني: لا محالة ترفضها، وتذوق [مر] الموت.

* هارون بن يوسف: لما حضرت المأمون الوفاة، أخذ يجود بنفسه، ويبث الأسف على ملابسته قلائد الملك، ويتمثل:

الآن يا دنيا عرفتك فاذهبي .... يا دار كل تشتت وزوال

فقطعت عنك حبائل الآمال .... وحططت عن ظهر المطي رحال

* وبلغني، عن أبي بكر بن عياش: أن عبد الله بن يزيد بن أسد البجلي، دخل على معاوية في مرضه الذي مات فيه.

فقال: رحم الله أباك، إنه كان لي نصاحا، نهاني عن قتل حجر بن عدي، فلما حضرته الوفاة جعلوا يقلبونه.

فيقول: أي: جسد تقلبون، إن نجا من ابن عدي.

* قال سعيد بن إبراهيم: دخلت على معاوية وهو يجود بنفسه، فسمعته، يقول: إن يومي منك ياحجر ليوم طويل.

* ولبعضهم:

وقف بدار العابدين وقل لها ألا قطع الموت الأنين مع الأذى

* مصنفه: العباد أستراحوا، والملوك ذهبت لذتهم، وعظمت حسرتهم، وبقيت تبعتهم، وقرب منهم ما كانوا يوعدون، النجا، النجا، والوجا، والوجا، قبل كشف الغطا، قال الله تعالى: ?لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد?[ق:22].

* وبلغني: أن عمرا بن العاص لما احتضر جمع أكرارا من الذهب بين يديه - أظنه أربعة عشر كرا - جمعها في ولايته.

وقال لابنه: وددت أن يكون هذا كله بعرا، ولم أقاتل أمير المؤمنين عليا عليه السلام.

فقال ابنه: لا عليك يا أبه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبك.

فقال: أما إني أعرف أنه كان يحب عمار بن ياسر، ولا أدري كان يحبني، أو يؤلفني على الإسلام.

* وروى محمد بن عبد الله بن بجير، أنه كان يجود بنفسه، ويقول:

صفحه ۱۶۵