اعتبار
الاعتبار
ناشر
مكتبة الثقافة الدينية
محل انتشار
مصر
ذراع وجعلت أخرز رأسها - وخرجت التفت على يدي - إلى ان قطعت رأسها وألقيتها إلى الدار وهي ميتة. بل رأيته ﵀ وقد خرجنا يومًا لقتال أسد ظهر على الجسر. فلما وصلناه حمل علينا من أجمة كان فيها، فحمل على الخيل ثم وقف وأنا وأخي بهاء الدولة منقذ ﵀ بين الأسد وبين موكب فيه أبي وعمي رحمهما الله ومعهما جماعة من الجند، والأسد قد ربض على حرف النهر يتضرب بصدره على الأرض ويهدر فحملت عليه، فصاح علي أبي ﵀ لا تستقبله يا مجنون فيأخذك! فطعنته، فلا والله ما تحرك من مكانه، فمات موضعه. فما رأيته ينهاني عن قتال منذ ذلك اليوم.
جرح سطحي
خلق الله ﷿ خلقه اطوارًا مختلفين الخلق والطبائعالأبيض والأسود والجميل والقبيح، والطويل والقصير، والقوي والضعيف، والشجاع والجبان، بمقتضى حكمته وعموم قدرته. رأيت بعض أولاد الأمراء التركمان الذين كانوا في خدمت ملك الأمراء أتابك زنكي ﵀ أصابته نشابة ما دخلت في جلده مقدار شعيرة فاسترخا وانحلت أعضائه وانقطع كلامه وغاب ذهنه وهو رجل مثل الأسد، أجسم ما يكون من الرجال، فاحضروا له الطبيب والجرائحي. فقال الطبيبما به بأس. بل متى جرح ثانية مات، فهدأ وركب وتصرف كما كان، ثم أصابته نشابة أخرى بعد مدة أحقر من الأولة وأقل نكاية، فمات.
1 / 104