111

إعراب القرآن

مؤلفات السعدي

پژوهشگر

إبراهيم الإبياري

ناشر

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

١٤٢٠ هـ

محل انتشار

القاهرة / بيروت

ومن ذلك قوله تعالى: (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) «١» أي من قومه، فحذف «من» . ومنه قوله تعالى: (فَقَدْ جاؤُ ظُلْمًا وَزُورًا) «٢» أي: بظلم وزور، فحذف الباء. وإن زعمت على أنه ليس على حذف الباء، وإنما هو من باب (وَالْعادِياتِ ضَبْحًا) «٣» لم يمكنك تقدير «زور» على لفظه، وإنما تقدره: ظالمين مزورين، فتعدل أيضًا عما تلزمنيه. فقد ثبت أنه على تقدير: فقد جاءوا بظلم وزور. ومنه قوله تعالى: (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا) «٤» أي: من أن يقولوا، أي: يضيق صدرك من مقالتهم: (لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ) «٥» . ومن ذلك قوله تعالى: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) «٦» أي: لأن كان ذا مال، فحذف اللام. وفيما يتعلق به هذا اللام اختلاف واضطراب: في قول أبي علي، مرة: هو متعلق بمحذوف ولم يعلقه بقوله (إِذا تُتْلى) «٧» ولا بقوله [«قال» الذي هو جواب «إذا»] «٨» قال: لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبله. وقال مرة: بقوله «عتل» وهذا كلامه على تفرقة. قال في التذكرة «٩»: ومن لم يدخل همزة «١٠» الاستفهام كان «أن» متعلقًا ب «عتل» وذلك كأنه القليل الانقياد، وأنشد أبو زيد: وعتل داويته من العتل ... من قول ما قيل وقيل لم يقل

(١) الأعراف: ١٥٥. (٢) الفرقان: ٤. (٣) العاديات: ١. (٤، ٥) هود: ١٢. (٦) القلم: ١٣، ١٤. (٧) القلم: ١٥. (٨) كتاب كبير في علوم العربية. (٩) في المخطوطة بياض بقدر كلمتين إشارة إلى كلام ساقط، والتكملة من الكشاف (٤: ٥٨٨) . (١٠) في المخطوطة: «مرة» . ولعل الصواب ما أثبتناه.

1 / 114