اعلام النبلاء

محمد راغب طباخ d. 1370 AH
76

* ذكر فتح الرقة وحران والرها وسروج

قال ابن الأثير في حوادث سنة سبع عشرة : وفي هذه السنة قصد الروم أبا عبيدة بن الجراح ومن معه من المسلمين بحمص وكان المهيج للروم أهل الجزيرة فإنهم أرسلوا إلى ملكهم وبعثوه على إرسال الجنود إلى الشام ووعدوا من أنفسهم المعاونة ففعل ذلك ، فلما سمع المسلمون باجتماعهم ضم أبو عبيدة إليه مسالحهم وعسكر بفناء مدينة حمص ، وأقبل خالد من قنسرين إليهم فاستشارهم أبو عبيدة في المناجزة أو التحصين إلى مجيء الغياث فأشار خالد بالمناجزة وأشار سائرهم بالتحصين ومكاتبة عمر فأطاعهم وكتب إلى عمر بذلك ، فلما سمع الخبر كتب إلى سعد بن وقاص أن اندب الناس مع القعقاع بن عمر وسرحهم من يومهم فإن أبا عبيدة قد أحيط به ، وكتب إليه أيضا : سرح سهيل بن عدي إلى الرقة فإن أهل الجزيرة هم الذين استشاروا الروم على أهل حمص ، وأمره أن يسرح عبد الله بن عتبان إلى نصيبين ثم ليقصد ( حران والرها ) وأن يسرح الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة من ربيعة وتنوخ وأن يسرح عياض بن غنم فإن كان قتال فأمرهم إلى عياض ، فمضى القعقاع في أربعة آلاف من يومهم إلى حمص ، وخرج عياض بن غنم وأمراء الجزيرة وأخذوا طريق الجزيرة وتوجه كل أمير إلى الكورة التي أمر عليها ، وخرج عمر من المدينة فأتى الجابية لأبي عبيدة مغيثا يريد حمص ، ولما بلغ أهل الجزيرة الذين أعانوا الروم على أهل حمص وهم معهم خبر الجنود الإسلامية تفرقوا إلى بلادهم وفارقوا الروم ، فلما فارقوهم استشار أبو عبيدة خالدا في الخروج إلى الروم فأشار به فخرج إليهم فقاتلهم ففتح الله عليه ، وقدم القعقاع بن عمر بعد الوقعة بثلاثة أيام فكتبوا إلى عمر بالفتح وبقدوم المدد عليهم والحكم في ذلك ، فكتب إليهم أن أشركوهم فإنهم نفروا إليكم وانفرق لهم عدوكم.

قدمنا أن عمر كتب إلى سعد أن سرح سهيل بن عدي إلى الرقة ، فسار سهيل إليها وقد أرفض أهل الجزيرة عن حمص إلى كورهم حين سمعوا بأهل الكوفة فنزل عليهم فأقام يحاصرهم حتى صالحوه فبعثوا في ذلك إلى عياض وهو في منزل وسط بين الجزيرة فقبل منهم وصالحهم وصاروا ذمة.

صفحه ۹۸