وأصلح أمره معهم ونزل لهم عن حلب ، فأنفذوا إليها أبا علي الحسن بن علي بن ملهم ولقبوه مكين الدولة ، فتسلمها من ثمال في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ، وسار ثمال إلى مصر في ذي الحجة وسار أخوه أبو ذؤابة عطية بن صالح إلى الرحبة وأقام ابن ملهم بحلب.
* ذكر ولاية محمود بن صالح المرداسي سنة 452
قال ابن الأثير : لما أقام ابن ملهم بحلب جرى بين بعض السودان وأحداث حلب حرب ، وسمع ابن ملهم أن بعض أهل حلب قد كاتب محمود بن شبل الدولة نصر بن صالح يستدعونه ليسلموا البلد إليه ، فقبض على جماعة منهم وكان منهم رجل يعرف بكامل ابن نباتة ، فخاف فجلس يبكي ، وكان يقول لكل من سأله عن بكائه : إن أصحابنا الذين أخذوا قد قتلوا وأخاف على الباقين ، فاجتمع أهل البلد واشتدوا وراسلوا محمودا وهو منهم على مسيرة يوم يستدعونه وحصروا ابن ملهم ، وجاء محمود وحصره معهم في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين ، ووصلت الأخبار إلى مصر فسيروا ناصر الدولة أبا علي بن ناصر الدولة بن حمدان في عسكر بعد اثنين وثلاثين يوما من دخول محمود حلب ، فلما قارب البلد خرج محمود عن حلب إلى البرية واختفى الأحداث جميعهم ، وكان عطية بن صالح نازلا بقرب البلد وقد كره فعل محمد ابن أخيه ، فقبض ابن ملهم على مائة وخمسين من الأحداث ونهب وسط البلد وأخذا أموال الناس ، وأما ناصر الدولة فلم يمكن أصحابه من دخول البلد ونهبه وسار في طلب محمود ، فالتقيا بالفنيدق في رجب فانهزم أصحاب ابن حمدان وثبت هو ، فجرح وحمل إلى محمود أسيرا ، فأخذه وسار إلى حلب فملكها وملك القلعة في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، وأطلق ابن حمدان فسار هو وابن ملهم إلى مصر.
* ولاية ثمال بن صالح المرداسي سنة 453
قال ابن الأثير : لما رجع ابن حمدان وابن ملهم إلى مصر جهز المصريون معز الدولة ثمال بن صالح إلى ابن أخيه ، فحصره في حلب في ذي الحجة في سنة 452 ، فاستنجد
صفحه ۳۰۱