250

جحد الإحسان وحدث نفسه بالعصيان واستغوى طائفة من رفقائه فصاروا إليه وخرج إلى أبي الحسن المغربي بسره ، فأشار إليه بمكاتبة صاحب مصر الملقب بالعزيز والتحيز إليه ، فقبل منه وكاتبه واستأذنه في قصد بابه ، فأذن له وسار عن الرقة بعد أن خلف عليها سلامة الرشيقي غلامه وأخذ رهائن أهلها على الطاعة ، فلقيته كتب صاحب مصر وخلعه وعهده على دمشق ، فنزل بها وتسلمها ممن كان واليا عليها ووجد أحداثها وشبانها مستولين ففتك بهم وقتل منهم وقامت هيبته بذلك ( وهذا في سنة 377 كذا في الهامش نقلا عن ابن القلانسي ص 30 ) وترددت بينه وبين عيسى بن قسطورس الوزير مكاتبات خاطبه فيها بكجور بخطاب توقع عيسى أوفى منه ، ففسد ما بينهما وأسر عيسى العداوة له وأساء غيبه ، وقطع بكجور مكاتبة عيسى وشكاه إلى صاحب مصر ، فأمر عيسى باستئناف الجميل معه فقبل ظاهرا وخالف باطنا. وخاف بكجور عيسى ومكيدته فاستمال طوائف من العرب وصاهرهم فمالوا إليه رغبة ، وعاد إلى الرقة وكتب إليه صاحب مصر يعاتبه على فعله فأجابه جواب المعتذر الملاطف.

* ذكر السبب في مسير بكجور إلى حلب لقتال مولاه

قال في ذيل التجارب : كان لبكجور رفقاء بحلب يوادونه ، فكاتبوه وأطمعوه في الأمر وأعلموه تشاغل سعد الدولة باللذة ، فاغتر بأقوالهم وكتب إلى صاحب مصر يبذل له فتح حلب ويطلب منه الأنجاد والمعونة (1)، فأجابه إلى كل ملتمس وكتب إلى نزال الغوري والي طرابلس بالمسير إليه متى استدعاه من غير معاودة ، وكان نزال هذا من قواد المغاربة وصناديدهم ومن صنايع عيسى وخواصه.

* ذكر الحيلة التي رتبها عيسى (وزير مصر) مع نزال في التقاعد ببكجور حتى ورطه

كتب عيسى إلى نزال سرا بأن يظهر لبكجور المسارعة ويبطن له المدافعة ، فإذا

صفحه ۲۷۲