الذى يقابل الباب ، وجهة الصفا المقابل لجهة الميزاب ؛ فإنها باقية على بناء عبد الله بن الزبير.
** فأما بناء الكعبة الشريفة ؛ وهو أول بنائها :
فذكر الإمام أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الأزرقى فى تاريخه ، قال : «حدثنا عبد الله بن مسلم العجلى ، عن أبيه ، حدثنا القاسم بن عبد الله الأنصارى ، [حدثنا] (1) الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الحسين بن أمير المؤمنين ؛ على بن أبى طالب رضياللهعنه ، قال : كنت مع أبى ؛ على بن الحسين عليه السلام بمكة ، فبينما هو يطوف وأنا وراءه إذ جاء رجل طويل ، فوضع يده على ظهر يأبى ، فالتفت أبى إليه ، فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنى أريد أن أسألك ، فرد عليه السلام ، وسكت أبى والرجل خلفه ، حتى فرغ من أسبوعه ، فدخل الحجر ، فقام تحت الميزاب ، وصلى ركعتى أسبوعه ، ثم استوى قاعدا ، فالتفت إلى ، فجلست إلى جانبه ، فقال : يا محمد ، أين السائل؟ فأومأت إلى الرجل ، فجاء فجلس بين يدى ، فقال أبى : عم تسأل؟ فقال : إنى أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت ، فقال له أبى : من أين أنت؟ قال : من أهل الشام ، قال : أين مسكنك؟ قال : بيت المقدس ، قال : أقرأت الكتابين يعنى التوراة والإنجيل ؟ قال : نعم ، قال له أبى : يا أخا الشام (2)، احفظ عنى ، ولا ترو عنى إلا حقا ، أما بدؤ هذا الطواف : فإن الله تعالى قال للملائكة : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) (3).
فقالت الملائكة : أى يا رب ، أتخلق غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون؟!
أجعل ذلك الخليفة منا ، فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتباغض
صفحه ۵۶