وإذا تبين بالتقريب تاريخ ولادة ابن خميس، فإن الذي لا يتبين لنا هو تاريخ وفاته. فلا أعرف شيئا عن نشاط الرجل بعد سنة ٦٣٨ وهي السنة التي يرد ذكرها في أعلام مالقة (١)، حيث كان ما يزال يشتغل في جمع وصياغة مواد الكتاب وتراجمه.
ولا أعرف شيئا عن أعماله ومواقفه، ولا عن المدى الذي امتد إليه عمره خلال القرن السابع للهجرة. فالرجل كما نرى قد ابتدأ حياته في سنة من سنوات العقد الثاني من القرن السابع على وجه الترجيح. وكان ما يزال حيا في أواخر العقد الرابع من هذا القرن، حيث كان ينجز تتميم كتاب أعلام مالقة.
٣ - شيوخه:
يعترضنا في الحديث عن شيوخ أبي بكر بن خميس عارضان اثنان:
أولهما: أنه ليس بين أيدينا لائحة كاملة، على غرار العادة، تسجل أسماء شيوخ الرجل. فغياب ترجمته المفصلة عنا، وضياع المصادر التي يحتمل أن تكون قد أنصفته بترجمة مطولة تفصح عن أحواله أو أفردته برسم يتعرّف به بين رجالها - قد غيب عنا أيضا ما جرت العادة أن تضمه التراجم المفصلة من ذكر للائحة الشيوخ الذين أخذ عنهم المترجم به أو من ذكر لائحة تلامذته الآخذين عنه.
فلا شيء بين أيدينا من لائحة شيوخ أبي بكر بن خميس، غير ما أورده الحديث العارض في أعلام مالقة، أو ما انجرّ إليه الذكر في بعض تراجم كتاب الذيل والتكملة. وهو ذكر يبقى في عمومه عبارة عن إشارات خاطفة لا تجتمع عندها لائحة شيوخ كاملة، ولا تفصح عن نوعية العلاقة العلمية في تلك المشيخة، ولا مدى أثرها على علم الطالب وشخصيته وأعماله.
فباستثناء خاله القاضي محمد ابن عسكر الذي يحتمل أن يكون أثره كبيرا في صنع شخصية أبي بكر بن خميس، فإن بقية الأسماء العارضة لا تكاد تتحدد معها سمة العلاقة العلمية التي تجعلها ضمن مشيخته، فأحرى أن تكشف سر التأثير في تكوين شخصيته أو توجيهها وجهة معينة.
ولا شك أن أبا بكر بن خميس - وقد كانت نشأته بمالقة في فترة زاهرة بالعلماء
_________
(١) راجع أعلام مالقة: ١٩٣ ترجمة رقم ٥١ حيث يذكر في ترجمة محمد بن عيسى بن مع النصر المومناني مانصّه: «ووصل مالقة خبر موته في أوائل ذي القعدة عام ثمانية وثلاثين وستمائة».
1 / 27