119

اعجاز قرآن

إعجاز القرآن والبلاغة النبوية

ناشر

دار الكتاب العربي

محل انتشار

بيروت

ژانرها

علوم قرآن
نحو ذلك مما يقضر بطبيعته في الدلالة وتستوفي القصةُ أو الحالة المقرونة به شرح معناه ويكون هو روح هذا المعنى؛ فإنه ما من حكمة أو مثل أو ما يجري مجراها إلا وأنت واجد لكل من ذلك قصة قيل فيها، أو حالة قيل عليها؛ ثم لا يقع من نفسك موقحًا يهز ويعجب حتى تكون القصة أو
الحالة أو ما تفهمه منهما قد سبقته إلى نفسك، أو صارت معه إلى ذلك الموضع منها، فإن أنت وقفت على حكمة لا تعرف وجهها، أو سمعت مثلًا لم يقع إليك مساقه، أو لا تكون معه قرينة
تفسره، فقلما ترى من أحدهما إلا كلامًا مقتضَبًا أو عبارة مبهمةَ.
تخرج مخرج اللغز والمعاياةِ،
واحتاج على كل حال إلى رويية تتنزل منه منزلة ذلك الشرح الذي يعطيه مساقُ القصة أو صفة الحالة، وانظر أين هذا من أغراض السور والآيات الكريمة؟!!
فأنت ترى أن معارضة السور القصار أشد على المولَّدين ومن في حكمهم من إرادة

1 / 138