128

Ibtal al-Ta'weelat

إبطال التأويلات - ط غراس

پژوهشگر

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

ناشر

غراس للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

محل انتشار

الكويت

ژانرها

بأولى من إثبات الكف، لأننا نطلق اسم الوضع بين كتفيه، كما أطلقنا خلقه لآدم بيديه، فما (^١) يتطرق على هذا يتطرق مثله هناك، ورأيت بعضهم يقول غير ممتنع أن تُلاقي كف الصفة لكتفي النبي ﷺ لا على منع ملاقاة الجسم للجسم، لكن على معنى ملاقاة الجسم لنور الشمس والقمر، قال: وهذا ظاهر ما جاء في الحديث "فوجدت بردها بين كتفي" ولأنه ليس في الملاقاة أكثر من مقاربة المحدث من القديم. ١٠٦ - وقد جاء الشرع بذلك: فروى "إن الله يدني عبده حتى يضع عليه كنفه" (^٢) ولأنه قد قال تعالى ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] قال: يقعده معه على العرش (^٣)، ولأن هذا غير ممتنع

(^١) كتب فوقها في الأصل حرف "ن" أي لعلها "فمن" بدل "فما" وما أثتبناه أقرب للصواب. (^٢) أخرجه البخاري (٨/ ٣٥٣) (١٠/ ٤٨٦) (١٣/ ٤٧٥) ومسلم (٤/ ٢١٢٠) وابن ماجه (١/ ٦٥) عن صفوان بن محرز قال: بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن -أو قال يا ابن عمر- هل سمعت النبي ﷺ في النجوى؟ فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: "يُدني المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن حتى يضع عليه كَنَفَه فيُقرره بذنوبه: تعرف ذنب كذا؟ فيقول: أعرف، يقول رب أعرف (مرتين)، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما الآخرون -أو الكفار- ينادى على رؤوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم" واللفظ للبخاري، ومعنى كَنَفَة: أي ستره، والمعنى أنه تحيط به عنايته التامة (الفتح ١٣/ ٤٧٧). (^٣) لم يصح في معنى هذا حديث ولا أثر -في حد علمي- بل كل ما جاء فيه معلول، وقد حكم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية بالوضع كما مر معنا سابقًا في المقدمة. فقد أخرج الطبراني في الكبير (١٢/ ٦١) عن عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن عطاء بن دينار الهذلي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنه قال في قوله الله ﷿ ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] قال: يجلسه فيما بينه وبين جبريل، ويشفع لأمته فذلك المقام المحمود. قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٥١): وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف إذا لم يتابع، وعطاء بن دينار لم يسمع من سعيد بن المسيب. =

1 / 138