ابراهیم کاتب
إبراهيم الكاتب
ژانرها
ووقفت مضطربة بين الخجل من سماع ذاك والرغبة في الاستزادة منه. أما هو فلم يعبأ شيئا بمقاطعتها ومضى يشد عليها ويقول: أكرر أنك من أفتن النساء. فهل في هذا كذب؟ إن الأمر واضح لا خفاء به. وقد يكون في قولي هذا اجتراء، ولكن الإخلاص شفيعي. - كلا. لانك غير صادق. - مهلا مهلا يا شوشو! واسمحى لي أن أكابر هذا الأدب وأعجب به إعجابى بجمالك. ولا أحسبني أول من وصفك بهذا. ويجب أن تصدقي الناس إذا لم تصدقيني.
فلم تستطع أن ترد نفسها عن مسايرته إلى حيث يجرها فقالت: إن الناس لا يقولون عني ذلك. - بل لابد أنهم يفعلون وإلا كانوا عميانا. - أعني إني لا أسمعهم فإنك تعلم أني لا أقابل غير أهلي، ولعلى مخطئة في السماح لك برؤيتى.
فلم يلتفت إلى الشطر الأخير من كلامها، ولم يسمح لها أن تزحزحه عن موقفه وقال: ولكنك تعرفين أنهم يقولون هذا؟
فأغرتها حلاوة الاعتراف بالموافقة، وصدها التأدب والحياء فاضطربت: «لا - أعني - سمعت فاطمة تقول إنهم يذكرونني بذلك ... غير أن..» ولمحت أختها وابن خالتها مقبلين، فنبه ذلك في نفسها طبيعتها العابثة، وأمسكت عما كانت فيه وقالت بصوت عال: إذا نحكم ابن خالتي. تعال افصل في الأمر.
فريع الدكتور واصفر وجهه ودارت الأرض به، ولم يعد يدري أواقف هو على رجليه أم رأسه، وتلفت كالذي يبحث عن نافذة يثب منها، ولم يستطع أن يمنعها أو يقول لها شيئا لأنها باغتته بما لم يكن له في حساب، ولم تزد على أن ألقت إليه نظرة خبيثة ثم تقدمت إلى الباب.
وقال إبراهيم: «ماذا؟ فيم تختلفان»؟
وكان الدكتور لا يزال واجما. ممتقع اللون مسمرا في مكانه، وقد بدا لنفسه سخيفا جدا لا يدري بأية قوة يواجه الموقف المخجل الذي تهم شوشو أن تضعه فيه.
فقالت شوشو - وهي ترمي إلى الدكتور بالنظرة، وتمتع عينيها بمنظره وبما يكابد من ألم وحيرة وخوف: إنه يقول لي ... ويكرر ... ويؤكد.. ويقسم.. إني.. إنه..
فعيل صبر الدكتور وصاح بها: «شوشو»! - لا تقاطعني من فضلك. يجب أن يعرف ابن خالتي هذه الحماقة.
فقال إبراهيم عابسا: حماقة؟ ماذا تعنين يا شوشو؟ - أعني إنها حماقة وجرأة وجنون. ولا بد أن أبسط لك الأمر ليتأتى لك أن تحكم، فأمسك أنت أيضا عن المقاطعة من فضلك.
صفحه نامشخص